مباشرة بعد عيد الأضحى.. عودة طلاب السعودية للاختبارات وسط إجراءات جديدة من وزارة التعليم

مع انطلاق عطلة عيد الأضحى المبارك في المملكة العربية السعودية، تفاجأ أولياء الأمور والطلاب على حد سواء بقرار وزارة التعليم القاضي بعودة الطلبة مباشرة بعد الإجازة لأداء الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الثالث، وذلك ضمن خطة تنظيمية جديدة تدمج بين الدراسة والاختبارات، ما يعكس توجهًا تعليميًا حديثًا يهدف إلى تخفيف الضغوط النفسية وتحسين كفاءة التحصيل الأكاديمي.

6 ملايين طالب في عطلة.. والاستعدادات لما بعد العيد مستمرة

تشمل عطلة عيد الأضحى أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة في مدارس التعليم العام، وتمتد لمدة أسبوعين، تمثل فترة استراحة واستجمام قبل خوض المرحلة النهائية من العام الدراسي. غير أن المفاجأة تكمن في العودة مباشرة لأداء الاختبارات، ما يستدعي من الطلاب وأولياء الأمور ترتيب جداولهم بما يتناسب مع هذا التغيير.
مباشرة بعد عيد الأضحى.. عودة طلاب السعودية للاختبارات وسط إجراءات جديدة من وزارة التعليم
مباشرة بعد عيد الأضحى.. عودة طلاب السعودية للاختبارات وسط إجراءات جديدة من وزارة التعليم

دمج جديد بين الدراسة والاختبارات: لا أيام خاصة للامتحانات

في خطوة غير معتادة، قررت وزارة التعليم السعودية إلغاء الأيام المنفصلة المخصصة للاختبارات، ودمجها ضمن اليوم الدراسي الكامل. حيث يبدأ الطالب يومه بحضور الاختبار، ثم يستكمل ما تبقى من الساعات الدراسية في نشاطات تعليمية خفيفة مثل المراجعة، أو التهيئة الذهنية، ما يخفف من الضغط الناتج عن أجواء الامتحانات التقليدية. ويهدف هذا التوجه إلى تحسين التجربة التعليمية، وتعزيز الصحة النفسية للطلاب، خاصة مع التحديات التي تواجههم مع نهاية العام الدراسي، مثل القلق والضغط الأكاديمي.

تعليمات تنظيمية حازمة من الوزارة.. وتحديث الدرجات في نظام نور

أصدرت الوزارة تعميمًا يتضمن تعليمات واضحة بشأن سير الاختبارات النهائية واختبارات الدور الثاني، مع التشديد على ضرورة استمرار اليوم الدراسي خلال فترة الامتحانات. كما طالبت الإدارات المدرسية بضرورة رفع درجات الصفوف الابتدائية، لا سيما الصفين الأول والثاني، في نظام نور قبل نهاية دوام يوم الاثنين 27 ذو الحجة 1446هـ.

اختبارات الدور الثاني في 3 أيام فقط.. وإجراءات خاصة للراسبين

خصصت الوزارة ثلاثة أيام فقط لاختبارات الدور الثاني، تلي مباشرة اختبارات الفصل الثالث، بهدف تقليل الفجوات الزمنية ومنع تشتت الطالب. وفي حال الرسوب في أكثر من مادة، يتم السماح للطالب بأداء بعض المواد في هذه الأيام، بينما تُرحل المواد الأخرى لبداية العام الدراسي الجديد أو يتم تأجيلها وفقًا لتقدير إدارة المدرسة، وهو ما يعكس مرونة النظام وحرصه على مصلحة الطالب.

ردود فعل متباينة.. لكن الأمل في نظام أكثر كفاءة

أثار القرار ردود فعل متفاوتة بين أولياء الأمور؛ فبينما رحب البعض بفكرة تقليص الضغط النفسي الناتج عن اختبارات منفصلة، أبدى آخرون تخوفهم من تأثير الدمج على أداء الطلاب. لكن تبقى الخطوة جزءًا من مساعي الوزارة لبناء منظومة تعليمية مرنة وعصرية، تراعي الاحتياجات النفسية والتربوية، وتحفز الطلاب على الأداء بثقة دون قلق مفرط. في ضوء هذه التعديلات، فإن العودة من إجازة العيد لن تكون اعتيادية، بل تمثل انطلاقة نحو مرحلة تعليمية جديدة تنسجم مع رؤية المملكة 2030 في تطوير التعليم. ويمثل دمج الدراسة بالاختبارات تحديًا تنظيميًا، لكنه يحمل في طياته فرصة حقيقية لإعادة تشكيل مفهوم الامتحانات، وإعطاء الطالب مساحة أكبر للفهم والاستيعاب، بعيدًا عن الضغط التقليدي المرتبط بموسم الاختبارات.