محادثات سرية بين إسرائيل وسوريا .. بوابة لتحولات إقليمية
في ظل التغيرات السياسية المتسارعة بالشرق الأوسط، تبرز أنباء عن محادثات سرية بين إسرائيل والإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، بوساطة إماراتية. تهدف هذه اللقاءات إلى تهدئة التوترات وفتح قنوات حوار قد تعيد تشكيل العلاقات الإقليمية. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذه المحادثات وتأثيرها المحتمل.
لقاءات في باكو: نقطة انطلاق مفاجئة
كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية، مثل القناة 12 العبرية، عن لقاء بارز عُقد في العاصمة الأذربيجانية باكو. جمع اللقاء اللواء عوديد سيوك، رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي، مع ممثلين مقربين من الرئيس السوري أحمد الشرع، بمشاركة مسؤولين أتراك. هذا الاجتماع يُعد مفاجأة، خاصة بعد تصريحات إسرائيلية سابقة وصفت الشرع بـ”الإرهابي”.
- الهدف الرئيسي: بناء قنوات اتصال لتجنب التصعيد الأمني.
- أهمية الموقع: باكو، كعاصمة محايدة، توفر بيئة آمنة للحوار.
تحول في الموقف الإسرائيلي
تشير تقارير إلى أن إسرائيل تعيد تقييم موقفها من سوريا. بدلاً من العداء التقليدي، بدأت دوائر صنع القرار في تل أبيب تبحث إمكانية التعاون مع الإدارة السورية الجديدة. الهدف هو تقليل النفوذ الإيراني وتأثير “حزب الله” على الحدود الشمالية، مما قد يعزز الاستقرار الإقليمي.
وفقاً لصحيفة “هآرتس”، عقد مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى لقاءات متكررة مع نظرائهم السوريين خلال الأشهر الماضية، ركزت على التعارف الأولي وتبادل الرسائل.
دور الوساطة الإماراتية
تتولى الإمارات دوراً محورياً في هذه المحادثات، مستفيدة من علاقاتها الدبلوماسية القوية مع كلا الطرفين. بدأت جهود أبوظبي بعد زيارة أحمد الشرع للإمارات في أبريل 2025، حسبما ذكرت وكالة رويترز. الوساطة تركز على:
- تعزيز الثقة بين دمشق وتل أبيب.
- مناقشة قضايا أمنية واستخباراتية.
- استكشاف إمكانية دمج سوريا في مبادرات إقليمية، مثل اتفاقيات أبراهام.
سياق إقليمي داعم
تأتي هذه المحادثات وسط متغيرات إقليمية كبيرة. في مايو 2025، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الشرع في الرياض، معلناً نيته رفع العقوبات عن سوريا. كما أكد الشرع في مؤتمر صحفي بباريس، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن دمشق تجري حواراً غير مباشر مع إسرائيل عبر وسطاء. هذه التطورات تعكس انفتاحاً دولياً على إعادة دمج سوريا في المجتمع الإقليمي.
مستقبل العلاقات الإقليمية
رغم أن المحادثات في مراحلها الأولى، إلا أنها تحمل إمكانيات كبيرة لإعادة تشكيل توازنات القوى في الشرق الأوسط. نجاح هذه الجهود قد يؤدي إلى:
- تخفيف التوترات على الحدود السورية الإسرائيلية.
- تعزيز التعاون الإقليمي بقيادة دول عربية.
- إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة.
ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة، خاصة في ظل تاريخ العداء الطويل بين إسرائيل وسوريا. استمرار الحوار يتطلب التزاماً من جميع الأطراف بتجنب التصعيد.
خاتمة: نحو مرحلة جديدة
تمثل المحادثات السرية بين إسرائيل وسوريا، بوساطة إماراتية، خطوة جريئة نحو إعادة صياغة العلاقات الإقليمية. مع دعم دولي وإقليمي، قد تشهد المنطقة مرحلة جديدة من الاستقرار والتعاون. لكن النجاح يعتمد على قدرة الأطراف على بناء الثقة وتجاوز إرث الصراعات السابقة.