مصر تؤكد التزامها بدعم الاستقرار في أفريقيا وتعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة
استقبل وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون بين القاهرة وواشنطن، ومناقشة الملفات الإقليمية ذات الأولوية وعلى رأسها أفريقيا.
شراكة ممتدة تعكس المصالح الاستراتيجية
أكد الوزير عبد العاطي خلال اللقاء على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، الممتدة لأكثر من أربعة عقود، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة تسهم في تعزيز المصالح المشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية. كما أبدى الوزير حرص مصر على استمرار التعاون مع الإدارة الأمريكية الحالية، سعيًا نحو توطيد العلاقات الثنائية ودعم جهود إحلال الاستقرار الإقليمي.
دور مصري محوري في دعم القارة الأفريقية
ركز اللقاء على مناقشة القضايا الأمنية والإنمائية في القارة الأفريقية، حيث استعرض الوزير المصري الجهود الوطنية لتعزيز الاستقرار في مناطق النزاع مثل القرن الأفريقي، السودان، ليبيا، وشرق الكونغو. وأوضح عبد العاطي أن مصر تدعم وحدة الدول الأفريقية ومؤسساتها، وتعمل على تعزيز مفهوم الدولة الوطنية من خلال إعادة الإعمار بعد النزاعات، وتمكين المؤسسات الوطنية وتقديم الدعم الفني والمالي.
- إنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية
- تخصيص 100 مليون دولار لمشاريع في دول حوض النيل الجنوبي
- تدشين الوكالة المصرية لضمان الصادرات برأسمال 600 مليون دولار
التعاون الثلاثي في أفريقيا أولوية مشتركة
بحث الجانبان إمكانية إطلاق مشاريع تعاون ثلاثية داخل أفريقيا، بهدف دعم التنمية المستدامة والسلم الأهلي، بما يتماشى مع أولويات كل من القاهرة وواشنطن. واتفق الطرفان على أهمية تسوية النزاعات سلمياً والعمل ضمن الأطر الدولية والإقليمية لتعزيز استقرار القارة.
فرص واعدة في الاقتصاد المصري
على الصعيد الاقتصادي، استعرض وزير الخارجية أبرز نتائج الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها مصر خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى الفرص الاستثمارية المتاحة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصة في قطاعات الطاقة، النقل، والخدمات اللوجستية. وتم الاتفاق على دعم مشاركة كبرى الشركات الأمريكية في منتدى اقتصادي مرتقب يُعقد في القاهرة، بالتعاون مع غرفة التجارة الأمريكية.
رؤية مصرية واضحة لحل الأزمات الإقليمية
استعرض الوزير عبد العاطي رؤية مصر تجاه عدد من القضايا الإقليمية الحساسة، مؤكدًا على:
- أهمية وحدة ليبيا ورفض التدخلات الخارجية غير الشرعية
- دعم الحكومة اللبنانية ورفض المساس بسيادة لبنان
- دعم سوريا كدولة موحدة ومطالبة بإطلاق عملية سياسية شاملة
كما شدد الوزير على أن مصر ترفض وجود الميليشيات المسلحة في ليبيا، وتدعم جهود توحيد المؤسسات الليبية. وبالنسبة للبنان، أكدت القاهرة على ضرورة الالتزام بقرارات الأمم المتحدة وخاصة القرار 1701، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني.
تقدير أمريكي لدور مصر الإقليمي
من جانبه، أشاد مسعد بولس بالدور المصري الفاعل في دعم استقرار أفريقيا والشرق الأوسط، مؤكدًا على التزام الولايات المتحدة بتعزيز الشراكة مع القاهرة في القضايا ذات الأولوية المشتركة، لا سيما في ملفات الأمن الإقليمي والتعاون التنموي.
خاتمة: شراكة تتجدد بدعم السلام والتنمية
جاء هذا اللقاء ليؤكد مرة أخرى على الدور القيادي الذي تضطلع به مصر إقليميًا، وعلى أهمية التنسيق المصري الأمريكي في التعامل مع التحديات الراهنة التي تواجه القارة الأفريقية والمنطقة العربية. ويعكس التعاون المتنامي بين القاهرة وواشنطن إدراكًا متبادلًا لأهمية التحرك المشترك نحو مستقبل أكثر استقرارًا وتنمية.