مصر ترفض استخدام المياه كأداة ضغط سياسي وتدين استهداف البنية التحتية في غزة

في كلمة قوية ومباشرة خلال فعاليات مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه، شدد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري المصري، على أن استخدام المياه كأداة للضغط السياسي يمثل انتهاكًا صريحًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان. جاء ذلك في إطار مشاركة الوزير بالقمة المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد تحت شعار “المياه والتكنولوجيا: شراكة من أجل التنمية”.

التحديات المائية في الوطن العربي

أوضح سويلم أن 90% من سكان الدول العربية يواجهون مستويات حرجة من ندرة المياه، بينما تعتمد 21 دولة على موارد مائية مشتركة، وأكثر من 60% من المياه المتاحة تأتي من خارج حدود المنطقة. هذه الأرقام تبرز خطورة الوضع وتؤكد ضرورة التعاون الإقليمي لحماية الأمن المائي والغذائي والبيئي.

  • تصحر قد يتجاوز 60% من الأراضي الزراعية.
  • عجز مائي متوقع يصل إلى 261 مليار متر مكعب بحلول 2030 (وفق تقرير اليونسكو وأكساد).
  • نمو سكاني سريع وزيادة حادة في الطلب على المياه.

التكنولوجيا كعنصر حاسم في الإدارة المائية

أكد الوزير أن التكامل بين المياه والتكنولوجيا بات ضرورة استراتيجية، لا رفاهية. وتتماشى توجهات المؤتمر مع رؤية وزارة الري المصرية التي تعتمد على التحلية والإنتاج الكثيف للغذاء كحلول مستقبلية.

مصر ترفض استخدام المياه كأداة ضغط سياسي وتدين استهداف البنية التحتية في غزة(2)
مصر ترفض استخدام المياه كأداة ضغط سياسي وتدين استهداف البنية التحتية في غزة(2)

 

وأشار إلى مجموعة من المشروعات الاستراتيجية التي تنفذها الدولة المصرية ضمن منظومة الري 2.0، أبرزها:

  • إنشاء ثلاث محطات كبرى لمعالجة المياه: الدلتا الجديدة، وبحر البقر، والمحسمة.
  • التحول الرقمي والإدارة الذكية للموارد المائية.
  • تأهيل الترع والمنشآت المائية.
  • برامج تدريب وتوعية موجهة للمزارعين وروابط مستخدمي المياه.

رسالة تضامنية مع غزة

لم تغب الأوضاع الإنسانية عن خطاب وزير الري، حيث أدان بشدة تدمير البنية التحتية للمياه في قطاع غزة، معتبرًا أن ذلك يشكل خطرًا جسيمًا على الأمن المائي والإنساني. وأكد أن المياه ليست سلعة سياسية، بل حق إنساني لا يقبل المساومة، داعيًا إلى احترام القوانين الدولية المتعلقة باستخدام الموارد المائية.

دعوة للتعاون العربي في أسبوع القاهرة للمياه

في ختام كلمته، وجه الوزير دعوة مفتوحة لكل الدول والمنظمات للمشاركة في أسبوع القاهرة الثامن للمياه خلال الفترة من 12 إلى 16 أكتوبر 2025، تحت عنوان “حلول مبتكرة للتكيف مع تغير المناخ واستدامة المياه”. الحدث المرتقب سيشكل منصة لتعزيز الحوار بين وزراء المياه والزراعة العرب ودفع المشروعات التنموية المشتركة.

أهمية المؤتمر في الظرف الإقليمي الراهن

أثبت مؤتمر بغداد للمياه في نسخته الخامسة أنه بات منصة محورية لتبادل الخبرات وتعزيز التوافق العربي والدولي في مواجهة التحديات المائية المشتركة. إذ يأتي في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات مناخية وجيوسياسية متزايدة، تجعل من التكامل التكنولوجي والحوكمة الرشيدة للمياه مسألة مصيرية.