مصر تلعب دورًا محوريًا في تهدئة التوتر بين الهند وباكستان
وسط تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، برزت مصر كوسيط فاعل ضمن جهود دولية واسعة هدفت إلى إنهاء التصعيد العسكري بين الجارتين النوويتين. في مكالمة هاتفية جرت مؤخرًا، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن تقديره العميق للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الجهود التي بذلتها القاهرة للمساعدة في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أهمية دور مصر في دعم السلم الإقليمي والدولي.
اتفاق وقف إطلاق النار: ثمرة وساطة متعددة الأطراف
في أعقاب الهجمات المسلحة التي وقعت في أبريل الماضي بمنطقة باهالغام في كشمير وأسفرت عن مقتل 26 شخصًا، ارتفعت حدة التوتر بين البلدين. اتهمت الهند باكستان بدعم العملية، ما أدى إلى إطلاق “عملية السندور” العسكرية الهندية، التي شملت ضربات عبر الحدود باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ. جاءت الوساطة من عدة دول، أبرزها مصر والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، وأثمرت في 10 مايو عن إعلان وقف فوري لإطلاق النار.
ورغم دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تم تسجيل خروقات محدودة في مناطق جامو وكشمير وراجوري، مما يعكس هشاشة الوضع ويؤكد الحاجة إلى دعم مستمر من الأطراف الضامنة، وعلى رأسها مصر.
الموقف المصري: حيادية مؤثرة وتاريخ دبلوماسي متوازن
مصر، التي تربطها علاقات دبلوماسية قوية بكل من الهند وباكستان، لطالما اتبعت سياسة خارجية متوازنة تتيح لها لعب دور الوسيط الفاعل في النزاعات الإقليمية. وأكد الرئيس السيسي خلال الاتصال حرص مصر على استدامة وقف إطلاق النار، مشددًا على ضرورة إيجاد حلول سياسية دائمة تضمن أمن واستقرار منطقة جنوب آسيا.
تعاون ثنائي متجذر
لم تقتصر المكالمة الهاتفية بين الجانبين على الجانب الأمني فقط، بل شملت أيضًا آفاق تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار. واتفق الزعيمان على أهمية توسيع التعاون بين القاهرة وإسلام أباد، خاصة في ضوء العلاقات التاريخية الوثيقة المبنية على القيم الإسلامية المشتركة.
ويُذكر أن مصر قدمت مساعدات إنسانية لباكستان خلال الفيضانات المدمرة في 2022، بينما دعمت إسلام أباد خطة الرئيس السيسي لإعادة إعمار غزة، مما ساهم في تعزيز الثقة المتبادلة.
التقارب المصري الباكستاني في القضايا الإقليمية
تطرق الزعيمان أيضًا إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث شددا على أهمية وقف إطلاق النار الفوري، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وعبّرا عن دعمهما الكامل لتنفيذ خطة الإعمار العربية الإسلامية في أقرب وقت ممكن.
أهمية استمرار الدور المصري في جنوب آسيا
مع بقاء الوضع بين الهند وباكستان هشًا، تظل الحاجة ماسة لدور محايد قادر على التوفيق بين الطرفين. وهنا تبرز مصر باعتبارها من الدول القليلة التي تحافظ على علاقات قوية ومتوازنة مع الطرفين، وتمتلك سجلًا دبلوماسيًا في إدارة الأزمات المعقدة.
- مصر تتوسط بين الهند وباكستان لوقف الحرب.
- تأكيد على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
- دعم مشترك للقضية الفلسطينية وخطة إعادة إعمار غزة.
- وساطة مصرية ضمن تحالف دولي شمل السعودية والولايات المتحدة وتركيا.
التحركات المصرية الأخيرة تعكس رؤية استراتيجية فاعلة للسياسة الخارجية تستهدف الحفاظ على الأمن الإقليمي وتوسيع شبكة العلاقات الدولية. ومع استمرار التوتر في كشمير، قد يُطلب من مصر مواصلة دورها في ضمان تنفيذ الاتفاقات وبناء جسور الثقة.