مصطفى بكري يرد على خلف الحبتور .. مصر ليست هامشاً في معادلة القضية الفلسطينية

أثار تصريح لرجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور، انتقد فيه صمت بعض العواصم العربية تجاه ما يجري في غزة، جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل، خصوصًا بعد أن بدا وكأنه تجاهل دور مصر في دعم الشعب الفلسطيني. وقد جاء الرد سريعًا من الإعلامي المصري مصطفى بكري الذي شدد على أن مصر لا يمكن تجاوزها في أي معادلة تتعلق بالقضية الفلسطينية.

ماذا قال خلف الحبتور؟

في تغريدات له عبر منصة “إكس”، أعرب خلف الحبتور عن أسفه لصمت بعض الأنظمة العربية تجاه معاناة سكان غزة، مشيرًا إلى أن المواقف الفعالة تنحصر فقط في السعودية والإمارات. وقال إن “الصمت العربي مريب” متسائلًا: “أين البقية؟”

مصطفى بكري يرد على خلف الحبتور .. مصر ليست هامشاً في معادلة القضية الفلسطينية(1)
مصطفى بكري يرد على خلف الحبتور .. مصر ليست هامشاً في معادلة القضية الفلسطينية(1)

 

وأكد الحبتور أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات تبذلان جهودًا حثيثة ومستمرة لدعم الفلسطينيين، سواء من خلال التحركات الدبلوماسية أو تقديم المساعدات، فيما بدت مواقف الدول الأخرى، بحسب وصفه، غائبة أو غير فاعلة.

رد مصطفى بكري: لا أحد يمكنه تجاهل مصر

رد الإعلامي مصطفى بكري على هذه التصريحات معتبرًا أنها لا تعكس حقيقة الموقف المصري، قائلاً: “مصر تقوم بواجبها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، وتفتح معابرها وتقدم المساعدات دون مقابل، ولا تنتظر من أحد جزاء ولا شكورا.”

وأضاف: “من غير المقبول أن يتم تجاهل دور القاهرة، خاصة من شخصية بارزة في العالم العربي. الجميع يعلم حجم التضحيات التي قدمتها مصر في سبيل دعم فلسطين منذ عقود، والادعاء بغير ذلك يفتقد للموضوعية.”

لماذا الدور المصري لا يمكن تجاهله؟

  • مصر هي الدولة الوحيدة التي تمتلك منفذًا بريًا مباشرًا مع قطاع غزة (معبر رفح)، وتستخدمه لعبور المساعدات والجرحى.
  • شاركت القاهرة في جميع المفاوضات الإقليمية المتعلقة بالتهدئة أو المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
  • موقف مصر الرسمي دائمًا ما كان رافضًا لأي شكل من أشكال التهجير القسري أو الحلول المؤقتة التي تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.

المواقف الدولية والعربية: تباين وتحديات

من جهة أخرى، أشار الحبتور إلى مواقف أوروبية بدأت تتخذ خطوات تصعيدية ضد إسرائيل، منها التهديد بفرض عقوبات وقطع العلاقات، وهو ما وصفه بأنه تحرك “يفوق ما نسمعه من بعض العواصم العربية”.

غير أن هذا الطرح لا يعكس حجم التحركات المصرية على الأرض، التي غالبًا ما تتم بهدوء ودون ضجيج إعلامي، خاصة عبر التنسيق مع الأمم المتحدة ومبعوثيها، فضلًا عن المبادرات التي ترعاها القاهرة في إطار المصالحة الفلسطينية الداخلية.

خلاصة الموقف: فلسطين مسؤولية جماعية

القضية الفلسطينية تظل في صميم وجدان العالم العربي، وهي مسؤولية جماعية وليست مناطة بدولة واحدة. ورغم اختلاف الأساليب، فإن جميع الجهود تصب في هدف واحد: وقف العدوان ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق، فإن تحميل المسؤولية لدول بعينها أو التقليل من جهود أخرى لا يخدم القضية، بل يفتح الباب لمزيد من الانقسام في وقت تحتاج فيه القضية إلى التكاتف العربي الكامل.

الحوار بين الشخصيات العامة يجب أن يظل ضمن إطار الاحترام المتبادل وتقدير الأدوار، لا سيما عندما يتعلق الأمر بقضية مركزية مثل فلسطين. ومصر، بتاريخها وثقلها الجيوسياسي، كانت وما تزال ركيزة أساسية في الدفاع عن هذه القضية، سواء اعترف البعض بذلك أم أنكروا.