من هو عدنان الطلياني؟
يُعد عدنان الطلياني أحد أبرز الشخصيات الرياضية في تاريخ كرة القدم الإماراتية والعربية، وقد ترك بصمة لا تُنسى في سجل الرياضة الخليجية بفضل إنجازاته اللافتة وشخصيته المتزنة. لقّب بـ”البرنس” و”لاعب القرن” في الإمارات، وأصبح رمزًا للأجيال الصاعدة ومصدر إلهام لكل من يحلم بالوصول إلى القمة عبر الموهبة والانضباط.
البدايات والنشأة
وُلد عدنان خميس محمد عبيد الطلياني في 30 أكتوبر عام 1964 بمدينة الشارقة، ونشأ في كنف أسرة مكونة من عشرة أبناء تنتمي لقبيلة السويدي المعروفة في الإمارات. بدأ مشواره الرياضي بعيدًا عن كرة القدم، حيث كانت انطلاقته في لعبة الكرة الطائرة بنادي الشعب عام 1979، قبل أن يتحول إلى كرة القدم بعد أن أظهر مهارات لافتة جذبت انتباه مدربي النادي.
المسيرة الاحترافية: نادي واحد ومسيرة ذهبية
انضم الطلياني إلى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الشعب عام 1981، وظل وفياً لهذا النادي حتى اعتزاله عام 1999، ليُسطر واحدة من أندر المسيرات في عالم الكرة، حيث لعب لنادٍ واحد فقط. طوال هذه الفترة، ساهم في حصد عدة ألقاب محلية وإقليمية أبرزها:
- كأس رئيس الدولة (1993)
- كأس السوبر الإماراتي (1994)
- وصافة كأس الكؤوس الآسيوية (1995)
التألق الدولي مع منتخب الإمارات
أما على مستوى المنتخب الوطني، فقد كان عدنان الطلياني جزءًا أساسيًا من إنجاز تاريخي لا يُنسى، وهو التأهل إلى كأس العالم عام 1990، في مشاركة كانت الأولى للإمارات. شارك الطلياني في 161 مباراة دولية وسجل خلالها 52 هدفًا، وبلغت ذروة تألقه في بطولة كأس آسيا عام 1996 عندما وصل المنتخب إلى النهائي، لكنه خسر أمام السعودية بركلات الترجيح.
الثروة والتقديرات المالية
رغم شهرته الواسعة ومكانته الكبيرة، لم يتمتع الطلياني بعوائد مالية ضخمة كما هو الحال مع اللاعبين في العصر الحديث. في أوج تألقه، كان يتقاضى راتبًا شهريًا لا يتجاوز 3000 درهم إماراتي. لا توجد تقديرات رسمية لحجم ثروته، لكنه يعيش حياة مستقرة تعكس الاحترام الذي يكنّه له المجتمع الرياضي والمؤسسات الوطنية.
الحياة الشخصية والأصول العائلية
ينحدر الطلياني من قبيلة السويدي، وهي من القبائل الإماراتية العريقة، وينتمي إلى عائلة رياضية بامتياز. فشقيقه ناصر لعب كرة القدم، بينما احترف شقيقه محمد رياضة كرة اليد. عدنان متزوج وله ثلاثة أبناء هم: حمدان، حمد، ومحمد.
لماذا لا يُنسى عدنان الطلياني؟
لأنه لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل كان نموذجًا في الالتزام والانتماء، ولأن إنجازاته ستظل محفورة في ذاكرة الكرة الإماراتية. لم يركض خلف الأضواء أو العقود المليونية، بل قدّم مسيرة متكاملة تُدرّس في الولاء والاحتراف. لهذا، يبقى اسمه مرادفًا للأسطورة، ويظل قدوة حقيقية للجيل الجديد من الرياضيين في الإمارات والعالم العربي.
عدنان الطلياني ليس مجرد اسم في سجلات الكرة، بل رمز حيّ لقيم التفاني والاحترام، وتاريخ مكتوب بحروف من ذهب في صفحات الرياضة الإماراتية. إن قصته تلهم كل من يؤمن بأن النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بالمال أو الشهرة، بل بما تتركه من أثر في قلوب الناس وملاعب الوطن.