ميدو يفتح النار على منظومة كرة القدم المصرية .. هل وصلنا إلى القاع؟
أثار أحمد حسام ميدو، نجم منتخب مصر السابق وعضو لجنة التخطيط بنادي الزمالك، جدلًا واسعًا بانتقاداته الحادة للمسؤولين عن كرة القدم في مصر. جاءت تصريحاته بعد قرار لجنة الاستئناف باتحاد الكرة المصري بشأن أزمة مباراة القمة، حيث عبر عن استيائه من تدهور مستوى الكرة المصرية. في منشور على منصة “إكس”، وصف ميدو الأوضاع بأنها وصلت إلى “الحضيض”، مشيرًا إلى إهمال الملاعب، ضعف التدريب، والمجاملات في اختيار اللاعبين والمدربين.
أسباب أزمة الكرة المصرية وفقًا لميدو
حدد ميدو عدة عوامل رئيسية وراء تراجع مستوى كرة القدم في مصر، والتي تؤثر على المنتخبات والدوري المحلي على حد سواء. وتشمل هذه العوامل:
- إهمال البنية التحتية: غياب ملاعب جيدة يعيق تطوير اللاعبين الشباب.
- ضعف التدريب: المدربون يفتقرون إلى العلم الحديث في التدريب، مما يؤثر على جودة الأداء.
- المجاملات: اختيار اللاعبين والمدربين بناءً على العلاقات الشخصية وليس الكفاءة.
- فساد المنظومة: وجود مصالح متبادلة بين الإعلاميين والمسؤولين يعزز التغطية على الأخطاء.
تأثير الأزمة على الجمهور
أشار ميدو إلى أن الجمهور المصري بدأ يفقد الاهتمام بالدوري المحلي والمنتخبات، حيث أصبح جيل جديد لا يعرف أسماء اللاعبين أو يتابع أخبارهم. وأرجع ذلك إلى شعور الجماهير بـ”الفساد والمجاملات” التي تسيطر على المنظومة. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة “YouGov” عام 2024 أن نسبة متابعة الدوري المصري انخفضت بنسبة 15% بين الشباب تحت سن 25 عامًا مقارنة بعام 2020، مما يدعم وجهة نظر ميدو حول تراجع الاهتمام الشعبي.
ميدو يدعو إلى ثورة كروية
لم يكتفِ ميدو بالانتقاد، بل دعا إلى إصلاحات جذرية تشمل تعيين أشخاص مؤهلين في المناصب القيادية ووضع خطط طويلة الأجل لتطوير الكرة المصرية. وأشار إلى أن مصر تمتلك الإمكانيات لتصدير 70 إلى 80 لاعبًا إلى الدوريات الأوروبية، لكن “التفكير العقيم” يحول دون تحقيق ذلك. وكمثال على الإمكانيات الضائعة، ذكر نجاح لاعبين مثل محمد صلاح، الذي وصل إلى العالمية رغم غياب الدعم المحلي في بداياته.
ردود الفعل على تصريحات ميدو
أثارت تصريحات ميدو تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أيد البعض وجهة نظره، بينما اعتبر آخرون أن انتقاداته مبالغ فيها. على سبيل المثال، كتب أحد المغردين على “إكس”: “ميدو يقول الحقيقة التي يتجنبها الكثيرون، لكن من سيستمع؟”. في المقابل، دافع آخرون عن اتحاد الكرة، مشيرين إلى تحديات مالية وإدارية تواجه المنظومة. لكن ميدو ليس جديدًا على مثل هذه الانتقادات، فقد هاجم الاتحاد سابقًا بسبب قرارات إدارية، مثل تعيين علاء نبيل مديرًا فنيًا في 2024، وفقًا لتقرير نشرته “المصري اليوم”. المصري اليوم
ما الحلول الممكنة؟
لمعالجة الأزمة، يمكن لاتحاد الكرة المصري الاستفادة من تجارب دول أخرى نجحت في تطوير كرة القدم، مثل المغرب التي استثمرت في الأكاديميات والملاعب، مما أدى إلى تأهل منتخبها إلى نصف نهائي كأس العالم 2022. تشمل الحلول المقترحة:
- تطوير البنية التحتية بإنشاء ملاعب حديثة.
- تدريب المدربين على أحدث المناهج العالمية.
- وضع معايير شفافة لاختيار اللاعبين والمدربين.
- تعزيز الشراكات مع الأندية الأوروبية لتصدير المواهب.
ختامًا، يبقى السؤال: هل ستكون انتقادات ميدو حافزًا لإصلاح منظومة كرة القدم المصرية، أم ستظل مجرد صرخة في وادٍ؟ الإجابة تعتمد على استجابة المسؤولين والجماهير على حد سواء.