ميرسك تقترب من استئناف عبور سفنها عبر قناة السويس وسط مؤشرات تحسن أمني

أبدت شركة “إيه بي موللر ميرسك” العالمية استعدادها لاستئناف عبور أسطولها الملاحي عبر قناة السويس مجددًا، في خطوة تشير إلى تحسن الأوضاع الأمنية في منطقة البحر الأحمر، وتعكس ثقة متزايدة بقدرة الممر المائي الحيوي على استيعاب حركة التجارة الدولية رغم التحديات الجيوسياسية.

تعزيز الشراكة مع قناة السويس

استقبل الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، وفدًا رفيعًا من شركة ميرسك برئاسة كاميلا جين هولتس، نائب رئيس المجموعة، وذلك بمقر الهيئة في الإسماعيلية. اللقاء جاء في إطار مراجعة آفاق التعاون المستقبلي ومناقشة سبل دعم الملاحة الدولية عبر القناة في ظل الظروف الراهنة.

ضم الوفد ممثلين عن مناطق مختلفة من العالم، من بينها الشرق الأوسط، أوروبا، آسيا، وأمريكا اللاتينية، وهو ما يعكس البعد العالمي لأعمال المجموعة والتزامها بإعادة تقييم المسارات البحرية بما يتوافق مع مستجدات الأمان البحري والاقتصاد العالمي.

حوافز قوية لعودة الملاحة

أكد الفريق أسامة ربيع خلال الاجتماع أن هيئة قناة السويس اتخذت سلسلة من الإجراءات التحفيزية، شملت خصومات تصل إلى 15% على رسوم عبور سفن الحاويات ذات الحمولات الكبيرة. الهدف من هذه الحوافز هو تشجيع الخطوط الملاحية العالمية، وفي مقدمتها ميرسك، على العودة لاستخدام القناة باعتبارها أسرع وأكثر كفاءة من طرق الدوران حول رأس الرجاء الصالح.

وأضاف أن القناة شهدت في الفترة الأخيرة مؤشرات إيجابية فيما يخص استقرار الأوضاع الأمنية، مما يتيح فرصة لاستئناف الملاحة تدريجيًا، بالتزامن مع وجود توافق دولي على أهمية حماية حركة التجارة في البحر الأحمر.

ميرسك تقترب من استئناف عبور سفنها عبر قناة السويس وسط مؤشرات تحسن أمني
ميرسك تقترب من استئناف عبور سفنها عبر قناة السويس وسط مؤشرات تحسن أمني

ردود فعل إيجابية من ميرسك

من جانبها، أعربت كاميلا هولتس عن امتنانها للتعاون التاريخي مع هيئة القناة، مشيرة إلى أن ميرسك تتابع عن كثب التطورات في المنطقة، وتدرس سيناريوهات العودة وفقاً لمعايير السلامة. وأضافت أن القناة تمثل خيارًا استراتيجيًا في ظل التقلبات التي تشهدها سلاسل الإمداد العالمية.

وأشاد بقية ممثلي الوفد، من بينهم دوج مورجانتي وينز إسكيلوند، بإدارة الهيئة للأزمة الأخيرة في البحر الأحمر، معتبرين أن القناة تظل ركيزة أساسية في النظام التجاري الدولي، ولا يمكن تعويضها بسهولة. كما أبدى دانيلو دي موراييس إعجابه بمنظومة إدارة القناة، مشيرًا إلى أنها تمثل نموذجًا عالميًا للبنية التحتية الذكية.

قناة السويس في قلب التجارة العالمية

على مدار أكثر من 150 عامًا، كانت قناة السويس الممر البحري الأهم في ربط الشرق بالغرب. ومع تفاقم التوترات الأمنية في البحر الأحمر مؤخرًا، لجأت العديد من الشركات الكبرى إلى طرق بديلة، إلا أن ارتفاع التكلفة والوقت دفعها إلى إعادة التفكير في استخدام القناة.

وتمثل عودة ميرسك -أحد أكبر اللاعبين في سوق الشحن العالمي- لعبور القناة، نقطة تحول مهمة نحو استعادة التوازن في سلاسل التوريد البحرية. ومن المتوقع أن تحذو شركات أخرى حذوها إذا ما استمرت مؤشرات الاستقرار في الظهور.

نحو مستقبل أكثر استقرارًا للملاحة العالمية

تشير تحركات ميرسك إلى بداية مرحلة جديدة قد تشهد استعادة قناة السويس لدورها الريادي الكامل في حركة التجارة البحرية، في ظل مساعٍ إقليمية ودولية لضمان أمن الممرات المائية وخفض تأثير الأزمات الجيوسياسية على الاقتصاد العالمي.

وتبقى قدرة الهيئة على توفير بيئة ملاحية آمنة وتقديم حوافز تنافسية عاملًا محوريًا في جذب الشركاء التجاريين، وتحقيق الأهداف الاقتصادية لمصر، والتي تعتمد على القناة كمصدر رئيسي للنقد الأجنبي والإيرادات العامة.