نتنياهو يحذر من تداعيات حصار غزة على دعم إسرائيل الدولي

أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مخاوف من أن استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي يمتد لأكثر من عشرة أسابيع، قد يؤدي إلى خسارة دعم الحلفاء الرئيسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة. وفي تصريحات أدلى بها عبر منصة تليغرام، شدد نتنياهو على أن ظهور أزمة إنسانية كبيرة، مثل المجاعة، قد يغير مواقف الداعمين التقليديين لإسرائيل.

تحذيرات من فقدان الدعم الأمريكي

أشار نتنياهو إلى أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الذين دعموا إسرائيل لعقود، عبروا عن قلقهم من الصور المروعة للمعاناة الإنسانية في غزة. وقال إن هؤلاء الأعضاء أكدوا أن استمرار هذه الأوضاع قد يجعل من الصعب عليهم مواصلة تقديم الدعم غير المشروط. ويأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة لتخفيف القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى القطاع.

خطة إسرائيلية لتجنب المجاعة

استجابة لهذه التحذيرات، أعلن نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيبدأ في توفير كميات أساسية من المواد الغذائية لسكان غزة. وأوضح أن هذه الخطوة ستكون مؤقتة، في انتظار إنشاء نظام مساعدات أكثر استدامة تحت إشراف مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، وهي مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة. ومع ذلك، واجهت هذه المؤسسة انتقادات من منظمات إنسانية بسبب محدودية تأثيرها حتى الآن.

  • الهدف: منع تفاقم الأزمة الإنسانية وتجنب المجاعة.
  • المدة: خطوة مؤقتة حتى تفعيل آلية المساعدات الدائمة.
  • الإشراف: مؤسسة غزة الإنسانية بمساندة أمريكية.

ضغوط خارجية ومواقف داخلية

تأتي هذه التطورات بعد محادثات مكثفة بين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حيث تم التركيز على ضرورة تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة. من جهة أخرى، أبدى وزير المالية الإسرائيلي بيزاليل سموتريتش تأييده للسماح بدخول الحد الأدنى من المساعدات، مشيرًا إلى أن هذا القرار جاء نتيجة ضغوط دولية كبيرة. ويعكس هذا الموقف انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع الأزمة.

نتنياهو يحذر من تداعيات حصار غزة على دعم إسرائيل الدولي(1)
نتنياهو يحذر من تداعيات حصار غزة على دعم إسرائيل الدولي(1)

الوضع الراهن في غزة

تشير تقارير صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مع تفاقم الأوضاع بسبب القيود المفروضة على دخول الإمدادات. وتواجه إسرائيل انتقادات متزايدة بسبب العمليات العسكرية المكثفة في القطاع، بما في ذلك الغارات الجوية والعمليات البرية الواسعة النطاق.

لمزيد من المعلومات حول الوضع الإنساني في غزة، يمكن الرجوع إلى موقع الأمم المتحدة الرسمي.

ما الذي يعنيه هذا للمستقبل؟

تواجه إسرائيل تحديًا معقدًا يتمثل في تحقيق التوازن بين أهدافها الأمنية والضغوط الدولية لتحسين الأوضاع الإنسانية. قرار تقديم المساعدات، رغم كونه خطوة إيجابية، قد لا يكون كافيًا لتهدئة الانتقادات أو استعادة الدعم الكامل من الحلفاء. ومع استمرار التوترات في المنطقة، يبقى السؤال: هل ستتمكن إسرائيل من إيجاد حل مستدام يحافظ على دعمها الدولي دون المساس بأهدافها الاستراتيجية؟