هل مصر معرضة لزلازل مدمرة؟ توضيحات علمية من المعهد القومي للبحوث الفلكية
في ظل تكرار الشعور بالهزات الأرضية خلال الفترة الأخيرة، تزايدت تساؤلات المواطنين حول احتمالية تعرض مصر لزلازل مدمرة. وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، مجموعة من الحقائق العلمية المهمة التي تساعد على فهم طبيعة النشاط الزلزالي في مصر، ومدى خطورته على السكان والمباني.
موقع مصر الجغرافي وحقيقة دخولها حزام الزلازل
أكد الدكتور الهادي أن مصر لا تقع ضمن نطاق الأحزمة الزلزالية العالمية، ما يضعها خارج دائرة الخطر المباشر من الزلازل المدمرة. وأوضح أن هناك حزامين زلزاليين قريبين فقط من الحدود الجغرافية لمصر، أحدهما في البحر الأحمر، والآخر يمر بمنتصف البحر المتوسط، ولكن كلاهما يبعد عن المناطق المأهولة بمسافة تتراوح بين 300 إلى 600 كيلومتر، مما يقلل من احتمالية التأثير المباشر.
ما سبب الهزات الأرضية الأخيرة في مصر؟
أرجع الهادي الزلازل التي شعر بها المواطنون مؤخرًا إلى ما يُعرف بظاهرة “إجهاد القشرة الأرضية”، الناتج عن اندثار قارة أفريقيا أسفل الصفيحة الأوروبية، وتحديدًا عند مناطق جنوب جزيرة كريت وجنوب قبرص. هذه التحركات التكتونية لا تعني بالضرورة دخول مصر في خطر مباشر، لكنها تفسر سبب الشعور بالزلازل أحيانًا.
هل هناك زلازل أخرى متوقعة مستقبلاً؟
أوضح رئيس قسم الزلازل أن النشاط الزلزالي سيظل قائمًا بين الحين والآخر، لكن دون مؤشرات تدل على احتمالية وقوع زلازل مدمرة داخل مصر. وأضاف أن مثل هذه الهزات قد يشعر بها السكان، خاصة في مناطق القاهرة الكبرى والدلتا، لكنها غالبًا لا تتعدى الشعور بالاهتزاز دون حدوث أضرار حقيقية.
تأثير الزلازل على المنازل والبنية التحتية
قال الهادي إن العقارات القديمة، خاصة تلك التي لا تلتزم بالأكواد الإنشائية الحديثة، قد تكون أكثر عرضة للتأثر عند حدوث زلازل، لكن معظم المنشآت الجديدة صممت لتتحمل الاهتزازات الخفيفة والمتوسطة. وشدد على ضرورة التزام الملاك بالأكواد الهندسية، واللجوء للجهات المختصة في حال ملاحظة أي تصدعات أو تغييرات غريبة بالمبنى.
إرشادات السلامة أثناء الزلازل
وجه المعهد القومي للبحوث الفلكية مجموعة من التعليمات الهامة للسلامة في حال وقوع زلزال مفاجئ:
- حافظ على هدوئك ولا تندفع للهرب بشكل عشوائي.
- ابتعد عن النوافذ والخزائن والأشياء الثقيلة غير المثبتة.
- احتمِ أسفل طاولة قوية أو كنبة صلبة لحمايتك من الأجسام المتساقطة.
- افصل الكهرباء والغاز فورًا إذا أمكن ذلك.
- تجنب التواجد أسفل الكباري أو بجانب خطوط الضغط العالي.
- لا تستخدم المصعد، واحتمِ في مكان آمن حتى انتهاء الزلزال.
- بالنسبة للأطفال في المدارس، يجب البقاء تحت المقاعد وعدم الاندفاع للسلالم.
- إذا كنت بالقرب من شاطئ البحر، ابتعد لمسافة آمنة فورًا لتفادي موجات المد البحري (تسونامي).
ماذا تفعل إذا لاحظت ضررًا في منزلك؟
شدد الدكتور الهادي على أهمية التواصل مع الجهات المحلية المختصة إذا لاحظ المواطنون أي تغيرات هيكلية في منازلهم بعد أي هزة أرضية، مثل الشروخ أو ميلان الجدران، لضمان السلامة العامة واتخاذ الإجراءات الوقائية.
هل هناك ما يدعو للقلق؟
طمأن المعهد المواطنين بأن مصر في وضع آمن نسبيًا من الزلازل المدمرة، وأن ما يحدث من هزات أرضية أمر طبيعي في ظل التغيرات الجيولوجية التي تحدث باستمرار على مستوى العالم. ومع ذلك، فإن وعي الأفراد والتزامهم بالإجراءات الوقائية هو ما يضمن سلامتهم في كل الأحوال.
النشاط الزلزالي في مصر لا يمثل تهديدًا مباشرًا في الوقت الراهن، بفضل موقعها الجغرافي البعيد عن الأحزمة النشطة. ومع تطور البنية التحتية والالتزام بالمعايير الإنشائية، تقل فرص تأثر المباني الحديثة. ومع ذلك، فإن الوعي والاستعداد يبقيان عنصرين أساسيين في تقليل المخاطر المحتملة.