هل يجب إلغاء الهبوط في الدوري المصري هذا الموسم؟
في خضم الجدل الدائر حول عدالة تطبيق الهبوط خلال الموسم الحالي من الدوري المصري الممتاز، خرج محسن عبد المسيح، عضو مجلس إدارة نادي الإسماعيلي، ليؤكد أن هذا الموسم استثنائي من جميع الجوانب، ويستدعي مراجعة شاملة لقواعد الهبوط التي قد تظلم بعض الفرق بشكل واضح.
موسم استثنائي.. لماذا يراه الإسماعيلي غير عادل؟
أوضح عبد المسيح أن تقليص عدد مباريات الدور الثاني من 11 إلى 8 فقط وضع الفرق المهددة بالهبوط في مأزق صعب، حيث فقدت فرصة خوض 3 مواجهات كانت قد تمنحها الأمل في تحسين وضعها بجدول الترتيب. وفي رأيه، فإن الهبوط في هذه الظروف يُعد قرارًا غير منصف.
وأشار إلى أنه كان من أوائل المطالبين بإلغاء الهبوط منذ أكثر من شهر، حتى عندما كان الإسماعيلي في وضع مستقر نسبيًا، مما يؤكد أن مطلبه لا يأتي بدافع مصلحة النادي فقط، بل من منطلق العدالة لجميع الأندية.
الإسماعيلي.. أزمة تاريخية أم عثرة مؤقتة؟
الإسماعيلي، أحد أعرق الأندية في تاريخ الكرة المصرية، والذي سبق له التتويج بالدوري المحلي وكان أول فريق مصري يحقق لقب دوري أبطال إفريقيا، يعيش حاليًا وضعًا حرجًا بعد الخسارة الأخيرة أمام إنبي بهدف دون رد. هذه النتيجة دفعته للتراجع إلى المركز الثامن، وهو موقع يهدد ببقائه في الدرجة الممتازة.
ورغم الضغوط، شدد عبد المسيح على أن الإسماعيلي نادٍ كبير ولا يجب أن يكون وجوده في خطر حافزًا لإلغاء الهبوط، بل المطلوب إعادة النظر في المنظومة ككل. من هنا جاء اقتراحه بأن يتم تأجيل فكرة الهبوط لموسم واحد فقط، مع إعادة تنظيم الأمور بداية من الموسم القادم.
إجراءات تحفيزية ومواجهة مصيرية قادمة
في محاولة لتجاوز الأزمة، قرر مجلس إدارة النادي صرف مكافآت استثنائية للاعبين في حال الفوز في المباريات المتبقية، كمبادرة لدفعهم إلى تقديم أفضل ما لديهم وإنقاذ الموسم. ويستعد الدراويش لمواجهة حاسمة أمام فريق مودرن سبورت، تُعد بمثابة عنق الزجاجة بالنسبة لموسم الفريق.
وتكتسب المواجهة المنتظرة أهمية مضاعفة، ليس فقط بسبب وضع الفريق في الترتيب، بل لأنها تأتي على ملعب الإسماعيلي ووسط جماهيره، في الوقت الذي يعيش فيه مودرن سبورت فترة انتعاشة فنية بقيادة مدربه الجزائري عبد الحق بن شيخة.
حلول بديلة لتفادي الظلم الرياضي
في مثل هذه المواسم المضغوطة التي تشهد تقليصًا في عدد المباريات أو تغييرًا في روزنامة المسابقة، من الطبيعي أن تظهر أصوات تطالب بتعديل اللوائح بما يتناسب مع الواقع. أبرز الحلول المقترحة:
- إلغاء الهبوط لموسم واحد مع زيادة عدد الفرق في الموسم المقبل.
- إجراء ملحق بين الفرق القريبة من مراكز الهبوط لتحديد من يستحق البقاء.
- وضع معايير نقاط أو أداء تراكمي على مدار موسمين للحسم العادل.
خلاصة القول: هل هناك عدالة رياضية فعلًا؟
السؤال الأهم الذي يطرحه عبد المسيح ومتابعو الدوري: هل يمكن تحقيق العدالة في موسم غير طبيعي دون مراجعة شاملة للوائح؟ الإجابة تبقى محل نقاش. ولكن ما هو مؤكد أن استمرار الوضع الحالي بدون حلول وسطية قد يظلم أندية كان يمكنها أن تبقى لو أُتيحت لها الفرصة الكاملة.
إذا أرادت الجهات المنظمة الحفاظ على المنافسة النزيهة والثقة بين الأندية، فإن فتح باب النقاش حول هذا الملف بات ضرورة، وليس خيارًا.