وزير الدفاع المصري يشهد مناقشة بحث استراتيجي حول أمن مصر في إفريقيا

في إطار تعزيز الفهم الاستراتيجي للتحديات التي تواجه الأمن القومي المصري، شهد الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، جلسة مناقشة البحث الرئيسي لهيئة البحوث العسكرية بعنوان: “الاستراتيجية القومية لمواجهة تأثير الصراعات الدولية والإقليمية على المصالح المصرية في إفريقيا”.

حضر الفعالية عدد من كبار قادة القوات المسلحة، وعلى رأسهم الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، إلى جانب عدد من الوزراء، والخبراء الاستراتيجيين، والمفكرين والإعلاميين، بالإضافة إلى عدد من دارسي الكليات العسكرية وطلبة الجامعات.

البحث في صميم الأمن القومي.. أهداف وتوصيات

ركز البحث، الذي أعدته نخبة من الباحثين والخبراء في الأمن القومي، على تحليل التأثيرات المتزايدة للصراعات الدولية والإقليمية في إفريقيا على المصالح الاستراتيجية للدولة المصرية، لا سيما في مجالات الأمن المائي، والتجارة، والطاقة، وحركة الاستثمارات.

وانتهت الدراسة إلى تقديم جملة من التوصيات التي يمكن أن تُبنى عليها رؤية وطنية لمواجهة التحديات، تضمنت:

  • وضع استراتيجية شاملة للتعامل مع التغيرات الجيوسياسية في دول حوض النيل والقرن الإفريقي.
  • تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي مع الدول الإفريقية ذات الأهمية الاستراتيجية لمصر.
  • تكثيف الحضور الدبلوماسي والثقافي المصري في إفريقيا لإعادة بناء النفوذ الناعم.
  • الاستثمار في مشروعات البنية التحتية والربط اللوجيستي التي تدعم المصالح المصرية طويلة الأجل.

كلمة رئيس هيئة البحوث العسكرية

في كلمته الافتتاحية، أكد اللواء أركان حرب هاني شبانة، رئيس هيئة البحوث العسكرية، أن البحث يأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل متغيرات دولية متسارعة وتحديات متنامية في القارة الإفريقية. وشكر القيادة العامة للقوات المسلحة على الدعم الموجه لتطوير منظومة البحوث والدراسات الاستراتيجية داخل المؤسسة العسكرية.

وزير الدفاع المصري يشهد مناقشة بحث استراتيجي حول أمن مصر في إفريقيا(1)
وزير الدفاع المصري يشهد مناقشة بحث استراتيجي حول أمن مصر في إفريقيا(1)

رسالة من القيادة السياسية

في ختام الفعالية، نقل الفريق أول عبد المجيد صقر تحيات وتقدير السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، للمشاركين في إعداد ومناقشة البحث. وأكد صقر على أهمية تبني الأساليب العلمية الحديثة في دراسة التحديات الاستراتيجية، مشددًا على أن تعزيز القوة الشاملة للدولة يتطلب إدراكًا واعيًا لطبيعة التهديدات الراهنة والمحتملة.

البحث كأداة توجيه استراتيجي

يُعد هذا النوع من البحوث أحد الأعمدة الرئيسية التي تستند عليها مؤسسات صنع القرار في الدولة المصرية، حيث تسهم في تقديم قراءة واقعية وعلمية للمتغيرات الإقليمية والدولية. كما تفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين الجهات البحثية المدنية والعسكرية من أجل بلورة رؤية متكاملة لأمن مصر القومي.

أهمية تعزيز الدور المصري في إفريقيا

من خلال هذا البحث، تتجدد الدعوة إلى إعادة النظر في أدوات مصر الناعمة والصلبة داخل القارة الإفريقية. إذ لم يعد كافيًا الاعتماد على الروابط التاريخية والثقافية وحدها، بل بات ضرورياً بلورة مقاربة جديدة تعتمد على الشراكات الفاعلة والمصالح المتبادلة، خاصة في ظل صعود قوى دولية تتنافس على النفوذ في إفريقيا مثل الصين وروسيا وتركيا.

الاستراتيجية الوطنية التي اقترحها البحث يمكن أن تشكل خارطة طريق لمؤسسات الدولة، لتوحيد الجهود نحو تحقيق هدف محوري يتمثل في تأمين المصالح المصرية، وتحويل التحديات إلى فرص تنموية واقتصادية.

تبرز أهمية هذا البحث في توقيته ومضمونه، كونه يعكس وعياً عميقاً بالتحديات المستقبلية، ويضع الأساس العلمي لوضع السياسات الدفاعية والخارجية المصرية في إطار متكامل. ويمثل حضور وزير الدفاع وكبار قادة الدولة إشارة قوية على التزام الدولة المصرية بمقاربة قائمة على التخطيط الاستراتيجي لمواجهة الأزمات والتهديدات، خاصة في الساحة الإفريقية التي تمثل عمقًا استراتيجيًا لا يمكن إغفاله.