أردوغان يؤكد .. لا كيان جديد داخل سوريا تحت أي ظرف
في ضوء التطورات المتسارعة في المشهد السوري، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقف بلاده الرافض لإنشاء أي كيان جديد داخل الأراضي السورية. وأكد أن أنقرة ستظل متمسكة بوحدة الأراضي السورية، سياسيًا وجغرافيًا، معتبرًا أن الحفاظ على كيان الدولة السورية هو أساس الاستقرار في المنطقة.
موقف تركيا من الهجمات الإسرائيلية
انتقد الرئيس أردوغان الهجمات التي تشنها إسرائيل مؤخرًا على مواقع داخل سوريا، واصفًا إياها بمحاولات ممنهجة لإفساد الأجواء الإيجابية التي بدأت تتشكل في مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، على حد تعبيره. وأضاف أن هذه الاعتداءات تقوّض فرص الاستقرار وتمثل تدخلًا غير مقبول في الشأن السوري.
رسالة مباشرة للداخل السوري والدولي
أوضح الرئيس التركي أن أي حديث عن إقامة نظام فيدرالي في سوريا لا يتعدى كونه “حلمًا لا مكان له في الواقع”. وشدد على أن الحكومة التركية ترفض كافة المخططات التي تهدف لتقسيم سوريا أو تشكيل كيانات مستقلة على أراضيها، سواء كانت تحت ذرائع قومية أو طائفية أو سياسية.
المنظمات الإرهابية تحت المجهر
وأشار أردوغان إلى أن وجود ما وصفها بـ “المنظمات الإرهابية” داخل الأراضي السورية لا يزال يشكل خطرًا كبيرًا على الأمن والاستقرار، ليس فقط في سوريا، ولكن أيضًا على حدود تركيا والمنطقة ككل. وأكد أن أنقرة مستمرة في جهودها للقضاء على هذه التهديدات بما يتوافق مع القانون الدولي وحقوق الإنسان.
لماذا ترفض تركيا الفيدرالية في سوريا؟
- خشية من تشجيع النزعات الانفصالية في مناطق مثل الشمال السوري.
- المخاوف من تمدد تأثير وحدات الحماية الكردية المدعومة من بعض القوى الدولية.
- الحفاظ على الأمن القومي التركي ومنع إقامة مناطق حكم ذاتي قرب الحدود.
- رفض أي سيناريو يمس وحدة الدولة السورية، ويقود إلى تجزئة أو تقسيم.
الموقف التركي: ثابت رغم التحولات
تأتي تصريحات الرئيس أردوغان في وقت حساس تمر به سوريا، خاصة بعد تعدد الضربات العسكرية وتنامي النفوذ الخارجي على الأرض. ومع تراجع القبضة المركزية في دمشق، يزداد الحديث عن احتمالات الفيدرالية أو التقسيم، وهو ما ترى فيه تركيا تهديدًا استراتيجيًا لأمنها ومصالحها الإقليمية.
ولم يُغفل الرئيس التركي التأكيد على أن بلاده ستواصل دعم الحلول السياسية القائمة على وحدة سوريا، مع الانفتاح على جميع الأطراف الساعية إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة ومنع الانهيار الكامل.
خلاصة وتوصيات
يؤكد الخطاب التركي أن أنقرة لن تتهاون أمام أي خطوات من شأنها إعادة رسم الخريطة السورية. وبينما تبقى الحدود التركية-السورية مسرحًا لتوازنات معقدة، فإن الحفاظ على وحدة سوريا لا يزال في صلب أولويات السياسة الخارجية التركية، وخصوصًا في مواجهة الهجمات الإسرائيلية والتطلعات الانفصالية لبعض المكونات المحلية.