الدور السعودي في رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا .. قراءة في التحركات السياسية والاستثمارية

أثارت الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية موجة من التحليلات حول مخرجاتها الجيوسياسية والاقتصادية، خصوصًا في ظل إعلان مفاجئ برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، وهو ما ربطته مصادر مطلعة بجهود دبلوماسية سعودية قادها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ما الذي جرى خلال زيارة ترامب إلى الخليج؟

بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولته الخليجية من السعودية، حيث أجرى مباحثات استراتيجية مع قادة المملكة وأعلن خلالها عن رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مشيرًا إلى أن القرار جاء استجابة مباشرة لمطالب القيادة السعودية. تزامن ذلك مع اجتماع رباعي استضافته الرياض، ضم ممثلين عن السعودية، أمريكا، تركيا وسوريا، في خطوة غير مسبوقة تعكس جهودًا إقليمية لتقريب وجهات النظر.

الدور السعودي في رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا قراءة في التحركات السياسية والاستثمارية(1)
الدور السعودي في رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا قراءة في التحركات السياسية والاستثمارية(1)

هل تقف السعودية خلف الانفراجة السورية؟

وفقًا للدكتورة لبنى الطحلاوي، الباحثة السياسية السعودية، فإن هذا التحول في الموقف الأمريكي تجاه دمشق لا يمكن فصله عن النفوذ المتنامي للمملكة في المشهد الإقليمي والدولي. وأوضحت أن ولي العهد السعودي لعب دورًا محوريًا في الوساطة، ما أفضى إلى هذا التغيير اللافت في سياسة واشنطن.

انعكاسات اقتصادية كبرى على السعودية والمنطقة

شهدت الزيارة توقيع اتفاقيات استثمارية غير مسبوقة بين المملكة وأمريكا بقيمة 600 مليار دولار، تشمل قطاعات حيوية مثل الدفاع، الذكاء الاصطناعي، الطاقة، والتكنولوجيا. كما أعلنت السعودية عن نيتها ضخ استثمارات بقيمة تريليوني دولار في الأسواق الأمريكية، في دلالة واضحة على قوة العلاقات الثنائية.

  • بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2024 نحو 25.9 مليار دولار.
  • السعودية تحتل المرتبة 17 ضمن أكبر حاملي السندات الأمريكية، بإجمالي 126.4 مليار دولار.
  • تستحوذ الولايات المتحدة على 23% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السعودية حتى نهاية 2023.

تصريحات ترامب: إشادة بالرؤية السعودية ودورها العالمي

في خطابه بالرياض، عبّر الرئيس ترامب عن إعجابه الشديد بـ”الرؤية السعودية 2030″، واصفًا المملكة بأنها أصبحت المركز المحوري في الشرق الأوسط، وأن العلاقات الثنائية دخلت ما أسماه “العصر الذهبي”. وأشار إلى أن ما حققته المملكة في بضع سنوات يُعد إنجازًا مذهلًا يبهر العالم.

أبعاد سياسية وتحولات إقليمية

اجتماع الرياض الرباعي بين أمريكا، تركيا، سوريا والسعودية قد يكون بداية لمسار سياسي جديد في المنطقة، خصوصًا مع دعم أمريكي معلن للمبادرات السعودية. وإذا استمر هذا الزخم، فقد نشهد إعادة صياغة لعديد من الملفات الإقليمية بما في ذلك ملفي إعادة الإعمار واللاجئين في سوريا.

خلاصة: السعودية لاعب إقليمي يغير قواعد اللعبة

الرسائل التي خرجت من زيارة ترامب إلى الرياض تتجاوز العلاقات الثنائية، وتشير إلى أن المملكة اليوم تتحرك بثقة على الساحة الدولية، قادرة على التأثير في قرارات قوى كبرى. وهذا يعزز مكانتها ليس فقط كمركز اقتصادي عالمي، بل كقوة دبلوماسية محورية في توازنات الشرق الأوسط.