حماس تدعو القمة العربية لتحمل مسؤولياتها أمام مأساة غزة

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجهت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” نداءً عاجلًا للقمة العربية المنعقدة في بغداد، تطالب فيه باتخاذ إجراءات عملية وحاسمة لوقف ما وصفته بجريمة الإبادة الجماعية المتواصلة بحق سكان القطاع، مشددة على ضرورة كسر الحصار المفروض منذ أكثر من 17 عامًا.

نداء عاجل لوقف الكارثة الإنسانية في غزة

قالت الحركة، في بيان رسمي صدر اليوم السبت، إن قطاع غزة يشهد واحدة من أكثر الهجمات دموية في تاريخه، إذ تواصل قوات الاحتلال قصفها المكثف للأحياء السكنية، ومراكز الإيواء، ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، في ظل انقطاع شبه كامل للمساعدات الإنسانية والطبية.

وأضافت أن شمال القطاع يشهد نزوحًا قسريًا واسع النطاق بسبب تصعيد القصف الجوي والمدفعي، ما أدى إلى تهجير مئات العائلات قسرًا من منازلها.

رسالة إلى القادة العرب: لا مجال للصمت

طالبت حماس القادة المشاركين في القمة العربية باتخاذ مواقف واضحة لا تقتصر على الإدانات، بل تشمل خطوات فعلية لدعم صمود الشعب الفلسطيني، ووقف العدوان، وتنفيذ قرارات قمة الرياض، التي دعت سابقًا إلى كسر الحصار وفتح المعابر.

حماس تدعو القمة العربية لتحمل مسؤولياتها أمام مأساة غزة(1)
حماس تدعو القمة العربية لتحمل مسؤولياتها أمام مأساة غزة(1)

 

كما شددت على ضرورة فرض عقوبات عربية ودولية على إسرائيل، ومحاسبة قادتها أمام المحاكم الدولية كمجرمي حرب، داعية إلى إنشاء آلية قانونية تتابع وتوثق الجرائم المرتكبة.

مناشدة للضمير العالمي

في السياق نفسه، دعت الحركة شعوب العالم وقواه الحرة إلى تصعيد حملة التضامن العالمية مع غزة، من خلال تنظيم الوقفات الاحتجاجية، وإطلاق حملات ضغط على الحكومات الغربية التي تدعم الاحتلال أو تلتزم الصمت تجاه الجرائم المستمرة.

وأكدت أن “ما يجري في غزة هو جريمة مكتملة الأركان تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، في ظل شلل دولي وعجز عن إيقاف المجازر اليومية التي يتعرض لها أكثر من 2.5 مليون إنسان في القطاع المحاصر”.

انعقاد القمة في ظرف استثنائي

تنعقد القمة العربية في دورتها الرابعة والثلاثين في بغداد، وسط تحديات إقليمية غير مسبوقة، أبرزها التصعيد المتواصل في الأراضي الفلسطينية. ويرى مراقبون أن القمة تمثل فرصة حقيقية لإعادة بناء موقف عربي موحد وقوي، يتجاوز البيانات الشكلية إلى قرارات قابلة للتنفيذ.

وتأتي هذه الدعوة في ظل غياب توافق عربي واضح بشأن آليات وقف الحرب، مما يفرض تحديًا على القمة الحالية التي تُعد اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام الدول العربية بمسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية.

هل تتحرك القمة لوقف الإبادة؟

ينتظر الرأي العام العربي والدولي ما ستسفر عنه مداولات القمة، وسط أمل شعبي بأن تصدر قرارات ملزمة تُجبر الاحتلال على وقف العدوان، وتكسر الحصار المفروض على غزة، وتقدم دعمًا سياسيًا وإنسانيًا ملموسًا للفلسطينيين.

وفي ظل استمرار الجرائم والانتهاكات، تبقى العيون شاخصة نحو بغداد، في انتظار قرار يتجاوز الإدانات المعتادة نحو تحرك فاعل ينقذ الأرواح، ويحفظ ما تبقى من إنسانية في عالم يعاني من ازدواجية المعايير.