أهمية نظافة الأيدي في الرعاية الصحية .. حملة توعوية شاملة من وزارة الصحة
في إطار التزامها بتعزيز منظومة مكافحة العدوى داخل المنشآت الطبية، أطلقت وزارة الصحة والسكان حملة توعوية جديدة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والجمعية المصرية لمكافحة العدوى. الحملة تأتي تزامنًا مع فعاليات اليوم العالمي لنظافة الأيدي، تحت شعار «القفازات إذا لزم الأمر.. نظافة اليدين دومًا»، وتهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية النظافة الشخصية كأداة حيوية لحماية المرضى والعاملين في المجال الصحي.
لماذا تعتبر نظافة الأيدي خط الدفاع الأول؟
أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن تنظيف الأيدي يمثل إجراءً بسيطًا لكنه فائق الأهمية في الوقاية من انتقال العدوى داخل المستشفيات. وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن الالتزام بتقنيات نظافة اليدين يُمكن أن يُقلل من معدل العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية بنسبة تصل إلى 50%، مما يساهم في تقليل المضاعفات وتحسين جودة الخدمات الصحية.
اللحظات الخمس لنظافة الأيدي: متى يجب التنظيف؟
تبنّت الحملة ما يُعرف بمفهوم “اللحظات الخمس”، وهو نموذج وضعته منظمة الصحة العالمية لتحديد أبرز المواقف التي يجب خلالها غسل اليدين لضمان الحماية من انتقال الجراثيم، وهي:
- قبل ملامسة المريض
- قبل القيام بأي إجراء نظيف أو معقم
- بعد التعرض لسوائل جسم المريض
- بعد ملامسة المريض
- بعد ملامسة محيط المريض
تطبيق هذه المبادئ يساعد في كسر سلسلة العدوى ويحمي كل من المرضى والطواقم الطبية.
ثقافة مكافحة العدوى: التزام مؤسسي
أوضحت وزارة الصحة أن ترسيخ ثقافة نظافة الأيدي لا يقتصر على التدريب فقط، بل يتطلب تكامل الجهود من خلال:
- إدراج تعليمات النظافة في المناهج التدريبية للعاملين بالمجال الصحي
- توفير مستلزمات التعقيم في جميع الأقسام
- تنفيذ حملات ميدانية وتثقيفية بشكل دوري
وأكد الدكتور عبدالغفار أن الوزارة تعمل بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين لتطوير معايير النظافة ومراقبة تطبيقها بشكل مستدام.
دور المجتمع العلمي في دعم المبادرة
من جهتها، أوضحت الدكتورة مها فتحي، رئيس الجمعية المصرية لمكافحة العدوى، أن الفعاليات شملت عروضًا مرئية وورش عمل ناقشت سبل تحسين جودة منتجات نظافة الأيدي، وتقديم أدوات تقييم الأداء للعاملين في مكافحة العدوى، ضمن ورشة عمل بعنوان «قوة العناصر الأربعة».
القفازات ليست بديلًا عن نظافة اليدين
أحد محاور التوعية في الحملة ركّز على الاستخدام السليم للقفازات الطبية. إذ تم التحذير من استخدامها بشكل مفرط، حيث يؤدي ذلك إلى تراجع الالتزام بغسل الأيدي، ما يُعرّض كل من المريض والطبيب للخطر. وأكدت التوصيات على:
- ارتداء القفازات فقط عند ملامسة سوائل الجسم أو الجروح المفتوحة
- ضرورة غسل الأيدي قبل وبعد ارتداء القفازات
التزامات مستقبلية ودعم مستمر
اختُتمت الفعاليات بتجديد التزام الجمعية المصرية لمكافحة العدوى بتقديم الدعم الفني والاستشاري للمؤسسات الصحية، وتطوير الأدلة الإرشادية التي تستند إلى معايير منظمة الصحة العالمية والممارسات المثبتة علميًا.
شارك في الفعاليات عدد كبير من مسؤولي مكافحة العدوى في مديريات الصحة، وهيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية، مما يعكس التفاعل المؤسسي القوي مع الحملة.