مصر ترحب بالمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا وتؤكد أهمية الحوار السياسي
في تطور دبلوماسي يعكس حرصها المستمر على استقرار العلاقات الدولية، أعلنت جمهورية مصر العربية ترحيبها بالمفاوضات المباشرة التي جرت بين روسيا وأوكرانيا في مدينة إسطنبول، يوم الجمعة 16 مايو 2025، في خطوة تعد الأبرز منذ اندلاع النزاع المسلح بين الطرفين.
وأشادت القاهرة بهذه المبادرة السياسية التي تعيد الأمل بإمكانية الوصول إلى تسوية سلمية شاملة توقف نزيف الحرب وتفتح الباب أمام حلول واقعية تصون الأمن في القارة الأوروبية. وتأتي هذه الخطوة في ظل وضع دولي مضطرب، حيث يتطلع العالم إلى جهود حقيقية لإنهاء الأزمات المزمنة عبر طاولات التفاوض وليس عبر ساحات القتال.
رسالة مصر للطرفين: تغليب الحوار على التصعيد
دعت مصر طرفي النزاع الروسي-الأوكراني إلى مواصلة هذا المسار البنّاء، واتخاذ خطوات إضافية تعزز الثقة وتدعم وقف إطلاق النار بشكل دائم. كما شددت على أن هذه المفاوضات يجب أن تراعي الاعتبارات الأمنية والإنسانية للطرفين، بما يضمن التوصل إلى اتفاق سياسي يُنهي الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
وأكدت مصر أن تغليب لغة الحوار والعودة للمسارات الدبلوماسية هو السبيل الأجدى لتحقيق الأمن والاستقرار، ليس فقط في شرق أوروبا، بل على مستوى الأمن العالمي الذي تضرر بشدة من استمرار هذه الحرب.
ثوابت السياسة المصرية تجاه النزاعات الدولية
منذ اندلاع الأزمة، تبنّت مصر موقفًا ثابتًا يدعو إلى ضرورة تسوية النزاعات الدولية بالطرق السلمية، انطلاقًا من التزامها بالمواثيق الدولية ومبادئ الأمم المتحدة. وأكدت القاهرة أن الحل العادل يجب أن يكون قائمًا على الاحترام المتبادل، ومراعاة مصالح كل الأطراف دون فرض حلول أحادية أو تغييب لحقيقة الصراع.
وفي هذا الإطار، تدعم مصر كل المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة، وتدعو المجتمع الدولي إلى توجيه الجهود نحو إنهاء النزاع الروسي-الأوكراني بطريقة مستدامة تضمن عدم تكرار التصعيد العسكري مستقبلاً.
أهمية استعادة الأمن الأوروبي والعالمي
تؤمن مصر بأن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية لن يكون له تأثير إيجابي فقط على البلدين المتحاربين، بل على أوروبا بأكملها والعالم، خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي، وأسواق الطاقة، والاستقرار السياسي. وقد أدى استمرار النزاع إلى موجات نزوح جماعي، وأزمات اقتصادية عالمية، ناهيك عن الانقسامات داخل التكتلات الدولية الكبرى.
ومن هنا، فإن أي خطوة نحو التهدئة ستُعد نقطة تحول مهمة في استعادة التوازن الجيوسياسي، وتوفير مناخ يساعد على معالجة أزمات أخرى على الساحة الدولية.
دور الوساطة الدولية في دعم الحوار
تشير تقارير دبلوماسية إلى أن استضافة إسطنبول لهذه الجولة من المفاوضات جاءت بدعم عدة أطراف إقليمية، في مقدمتها تركيا، التي تبذل جهودًا لتقريب وجهات النظر. ومصر، رغم أنها ليست طرفًا مباشرًا في النزاع، إلا أنها تحظى بمكانة إقليمية ودولية تسمح لها بلعب دور الوسيط أو الداعم لأي تحرك سلمي.
وقد سبق أن شاركت القاهرة في مناقشات حول الأزمة ضمن المحافل الدولية كالأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ما يعكس التزامها الراسخ بدبلوماسية الحلول لا الحروب.
خلاصة وتوصيات مصرية للمجتمع الدولي
في ختام بيانها، أعادت مصر التأكيد على ضرورة العمل الدولي المشترك لدفع مسار المفاوضات الروسية الأوكرانية، ودعم أي جهود لوقف دائم لإطلاق النار. كما دعت إلى تعزيز الحوار الإنساني والسياسي، ووقف التصعيد الإعلامي والعسكري، والبحث عن نقاط التقاء تضمن مصلحة الطرفين، وتقلل من التداعيات السلبية للصراع على العالم أجمع.
إن انخراط الأطراف الدولية الكبرى، إلى جانب القوى الإقليمية مثل مصر وتركيا، قد يكون حجر الأساس لسلام دائم يعيد الاستقرار إلى أوروبا، ويمنح شعوبها فرصة التعافي من آثار النزاع المدمرة.