حماس تتهم الولايات المتحدة بالتواطؤ في جرائم الحرب الإسرائيلية بغزة
في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بيانًا حاد اللهجة، حملت فيه الإدارة الأميركية مسؤولية مباشرة عن الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال، متهمة واشنطن بمنح غطاء سياسي وعسكري لتل أبيب، مما يساهم في استمرار المجازر والانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين.
دعم واشنطن لإسرائيل: بين التواطؤ السياسي والتسليح الميداني
بحسب البيان الصادر اليوم الأحد، اعتبرت حماس أن الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل لا يُعد فقط انحيازًا سياسيًا، بل مشاركة فعلية في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، خصوصًا بعد تزويد الاحتلال بشحنات ضخمة من الأسلحة والذخائر وسط العدوان المستمر على القطاع.
وأكدت الحركة أن صمت الإدارة الأميركية حيال المجازر المتكررة، وعلى رأسها استهداف خيام النازحين المدنيين، يضعها في خانة الشركاء الفعليين في الجريمة، ويؤكد تورطها في تقديم غطاء دولي لتصعيد الاحتلال العسكري.
مجزرة جديدة ترفع حصيلة الشهداء
خلال الساعات الماضية، كثّف الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 106 فلسطينيين منذ فجر اليوم وحده، وفقًا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية. استهدفت الغارات مخيمات للنازحين، ومناطق مأهولة بالسكان، ما خلف دمارًا واسعًا وحرائق شملت خيام المدنيين الفارين من القصف.
انتهاكات ممنهجة للمواثيق الدولية
نددت حماس بما وصفته بـ”الجريمة الوحشية الجديدة” في استهداف خيام المدنيين، معتبرة أن ذلك يعكس “فاشية حكومة نتنياهو” وسعيها الحثيث لارتكاب جرائم إبادة جماعية، في تحدٍ صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب.
وقد أعربت منظمات حقوقية عن قلقها المتزايد من التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، مشيرة إلى أن تصرفات الاحتلال قد ترقى إلى جرائم حرب وفقًا لاتفاقيات جنيف.
دعوة لتحرك عربي وإسلامي عاجل
جددت حماس دعوتها للدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها التاريخية، واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف حمام الدم في غزة، كما طالبت بتقديم الدعم الفوري لسكان القطاع المحاصر، سواء عبر إمدادات طبية وإنسانية أو عبر تدخلات سياسية على المستوى الدولي.
- الدعوة لإغاثة عاجلة تشمل الغذاء والمياه والأدوية.
- المطالبة بعقد قمة عربية طارئة للتعامل مع التطورات في غزة.
- التحرك عبر المؤسسات الدولية لكشف وتوثيق جرائم الحرب الإسرائيلية.
موقف الأمم المتحدة تحت المجهر
انتقدت الحركة صمت الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها، ووصفت موقفها بأنه يمثل “عجزًا مريعًا” أمام آلة القتل والتدمير الإسرائيلية، مطالبة بمواقف واضحة وحازمة تتناسب مع حجم الكارثة التي يواجهها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
خلاصة: تصعيد خطير وتواطؤ دولي
يبدو أن قطاع غزة يواجه فصلًا جديدًا من المعاناة في ظل تصعيد عسكري متواصل، وصمت دولي مخزٍ، ودعم أميركي غير مشروط للاحتلال. وبينما ترتفع حصيلة الضحايا يومًا بعد يوم، تتسع الفجوة بين الخطابات الدبلوماسية وواقع المجازر الميدانية، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل العدالة الدولية ومصداقية المنظمات الأممية.