هل تقترب إسرائيل من إنهاء القتال في غزة؟ شروط صارمة تلوح في الأفق

إسرائيل تفتح باب التفاوض ولكن بشروط أمنية وسياسية حاسمة

في تحول لافت ضمن مشهد الصراع الدائر في قطاع غزة، أبدت الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، استعدادها المشروط لبحث إمكانية إنهاء العمليات العسكرية. يأتي هذا التوجه وسط تحركات دبلوماسية متسارعة في العاصمة القطرية الدوحة، حيث يواصل وفد التفاوض الإسرائيلي جهوده للوصول إلى اتفاق يحقق مصالح تل أبيب الأمنية.

ما هي الشروط الإسرائيلية لإنهاء الحرب؟

بحسب ما ورد في بيان رسمي صادر عن مكتب رئيس الوزراء، فإن القبول بوقف شامل لإطلاق النار لن يتم إلا ضمن اتفاق يستوفي عددًا من الشروط الصارمة:

  • الإفراج الكامل عن المحتجزين الإسرائيليين: تعتبر إسرائيل أن عودة المحتجزين شرط لا يمكن التنازل عنه.
  • إقصاء حركة حماس من السلطة في غزة: تل أبيب ترفض أي صيغة تُبقي على نفوذ حماس السياسي أو العسكري.
  • تحويل غزة إلى منطقة منزوعة السلاح: بما يشمل تفكيك القدرات العسكرية وتثبيت آلية رقابة دولية محتملة.
هل تلوح نهاية الحرب في غزة؟ شروط إسرائيل قد تعيد تشكيل مستقبل القطاع(1)
هل تلوح نهاية الحرب في غزة؟ شروط إسرائيل قد تعيد تشكيل مستقبل القطاع(1)

الدور القطري والأميركي في المفاوضات

تجري المفاوضات الحالية برعاية قطرية وأميركية، حيث يطرح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف خطة تقارب بين الطرفين. ويبدو أن إسرائيل لا تمانع التفاوض بناءً على هذه الخطة أو إدراجها ضمن اتفاق أكبر وأكثر شمولية يشمل وقفًا نهائيًا للقتال.

وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل بعد تقارير متزايدة عن الكارثة الإنسانية في غزة، وهو ما دفع حلفاءها لبحث سبل التهدئة، ولو بشكل تدريجي.

هل تسعى إسرائيل لـ”استقرار ما بعد الحرب”؟

أوضح البيان الحكومي أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يفضي إلى حالة تُعرف إسرائيليًا بـ”الاستقرار بعد الحرب”، وهي صيغة أمنية تضمن لإسرائيل تحييد التهديدات من غزة على المدى البعيد. ويتضمن هذا الاستقرار، وفق المفهوم الإسرائيلي، بقاء الحدود الجنوبية آمنة ومنع إعادة بناء القدرات القتالية داخل القطاع.

ماذا يعني ذلك بالنسبة للفلسطينيين؟

رغم غياب رد رسمي من الفصائل الفلسطينية حتى الآن، إلا أن الشروط الإسرائيلية، خاصة تلك المتعلقة بإقصاء حماس، تُعد بالنسبة للبعض تعجيزية، وقد تُعرقل أي تقدم في المفاوضات. ويرى مراقبون أن الجانب الفلسطيني قد يرفض القبول باتفاق يفقده السيطرة السياسية مقابل وقف لإطلاق النار.

تقييم المشهد: هل نحن أمام اختراق دبلوماسي؟

الانفتاح الإسرائيلي على التفاوض يُعد مؤشرًا على تبدل في الاستراتيجية، ربما نتيجة تراكم الضغوط أو محدودية الأهداف العسكرية التي يمكن تحقيقها بعد أشهر من القتال. ولكن تبقى الشروط الإسرائيلية عائقًا حقيقيًا أمام اتفاق سريع، ما يضع المجتمع الدولي أمام تحدٍّ حقيقي لتقريب وجهات النظر.

التحول في موقف إسرائيل يفتح نافذة ضيقة أمام حل تفاوضي، لكن هذه النافذة لا تزال مغلقة بإحكام من جهة أخرى، بفعل تمسك تل أبيب بمطالبها الأمنية والسياسية. وعلى الرغم من استمرار الجهود في الدوحة، فإن فرص التوصل إلى اتفاق نهائي تظل مرهونة بمدى استعداد الأطراف لتقديم تنازلات واقعية.

  • هل وافقت إسرائيل رسميًا على وقف إطلاق النار؟
    حتى الآن، لم يصدر قرار نهائي، بل مجرد استعداد مشروط للتفاوض.
  • ما موقف حماس من هذه الشروط؟
    لم يصدر رد رسمي، لكن بعض التحليلات تشير إلى رفض محتمل.
  • هل هناك دور دولي في مراقبة ما بعد الاتفاق؟
    هناك إشارات إلى احتمال مشاركة دولية في ضمان نزع السلاح.