مدير المخابرات العامة يبحث مع مبعوث ترامب جهود وقف إطلاق النار في غزة
استقبل اللواء حسن رشاد، مدير جهاز المخابرات العامة المصرية، اليوم الأحد، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، السيد ستيف ويتكوف، في العاصمة القاهرة، ضمن تحركات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى التوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تصاعد القلق الدولي بشأن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع.
مباحثات أمنية مكثفة بشأن تبادل الأسرى وتهدئة التصعيد
تأتي زيارة ويتكوف إلى مصر عقب محطته السابقة في تل أبيب، حيث أجرى لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين. وتناولت المباحثات في القاهرة ملفات رئيسية، أبرزها سبل إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين لدى حركة حماس، ومقترحات متداولة بشأن آلية مستدامة لوقف إطلاق النار من شأنها تجنيب المدنيين الفلسطينيين المزيد من المعاناة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المحادثات ركزت على إيجاد قنوات اتصال مباشرة وغير مباشرة بين الأطراف المتنازعة، بدعم من أطراف إقليمية ودولية، بهدف التوصل إلى تفاهمات سياسية وأمنية قابلة للتنفيذ في المدى القريب.
الدور المصري في الوساطة: خبرة متجذرة وشراكة استراتيجية
تُعد مصر طرفًا فاعلًا في ملف الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مستفيدة من موقعها الجغرافي وشبكة علاقاتها الممتدة مع جميع الأطراف. ويأتي هذا اللقاء في وقت تبذل فيه القاهرة جهودًا دبلوماسية مضاعفة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، من أجل إنهاء دوامة العنف وتثبيت التهدئة.
وأكدت دوائر سياسية أن الاجتماع يعكس مستوى التعاون الوثيق بين الأجهزة الأمنية المصرية ونظيراتها الأمريكية، في إطار شراكة تمتد لعقود، تستهدف دعم الاستقرار الإقليمي ومنع اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.
التحديات الميدانية تعقّد فرص التهدئة
رغم التحركات الدبلوماسية، تواجه جهود التهدئة تحديات ميدانية كبيرة، إذ لا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة في مناطق متفرقة من القطاع، في حين ترفض الفصائل الفلسطينية وقف إطلاق النار قبل تحقيق مطالب إنسانية واضحة، أبرزها فتح المعابر، إدخال المساعدات، ووقف استهداف المدنيين.
من جانبه، شدد ويتكوف خلال لقائه بالمسؤولين المصريين على التزام الإدارة الأمريكية الحالية بالسعي نحو حل دبلوماسي شامل، ودعم كل مبادرة من شأنها وقف نزيف الدم في غزة وضمان أمن واستقرار المنطقة.
آفاق مستقبلية.. هل نشهد تحولًا في مسار النزاع؟
تُشير بعض التحليلات إلى أن زيارة ويتكوف ولقائه باللواء حسن رشاد قد تمهد لطرح مبادرة جديدة تستند إلى مبادئ التهدئة المتدرجة، مقابل إجراءات إنسانية عاجلة وإعادة تفعيل آليات التنسيق بين مختلف الأطراف برعاية مصرية وأمريكية. ويبقى نجاح هذه التحركات مرهونًا بإرادة سياسية حقيقية تضع حياة المدنيين في صدارة الأولويات.
في ظل المعطيات الراهنة، يُنتظر أن تستمر القاهرة في جهودها الحثيثة من خلال جهاز المخابرات العامة، خاصة مع اقتراب مواعيد استحقاقات دولية قد تُعيد ترتيب الأولويات على الساحة الإقليمية.
- جهاز المخابرات العامة المصرية
- الإدارة الأمريكية – مبعوث الشرق الأوسط
- الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية
- الجهات الداعمة لجهود التهدئة مثل قطر والأمم المتحدة