إيطاليا تستدعي السفير الإسرائيلي بعد حادثة إطلاق النار على وفد دبلوماسي في جنين

في تطور دبلوماسي لافت، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية، يوم الأربعاء، عن استدعاء السفير الإسرائيلي لدى روما، على خلفية حادثة إطلاق نار وقعت خلال زيارة وفد دبلوماسي إلى مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة. وتأتي هذه الخطوة كرد فعل على ما وصفته إيطاليا بـ”الانتهاك الخطير للأعراف الدبلوماسية”، وسط مطالبات دولية بالتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن الحادث.

حادثة جنين تثير قلقًا دبلوماسيًا واسعًا

تفاصيل الواقعة تشير إلى أن جنودًا إسرائيليين أطلقوا طلقات تحذيرية باتجاه موكب دبلوماسي يضم نحو عشرين ممثلًا أجنبيًا، من بينهم دبلوماسيون من بلجيكا وإيطاليا ودول أخرى، كانوا في زيارة ميدانية رسمية إلى مخيم جنين، تم التنسيق لها مسبقًا مع الجانب الإسرائيلي. ووفقًا لمصادر بلجيكية، كانت المركبات المشاركة في الموكب تحمل علامات واضحة تدل على صفتها الدبلوماسية.

بلجيكا تطالب إسرائيل بتوضيح رسمي

من جهته، عبّر وزير الخارجية البلجيكي، مكسيم بريفو، عبر منصة إكس (تويتر سابقًا)، عن قلقه الشديد، مطالبًا إسرائيل بتقديم “توضيحات مقنعة” حول ملابسات إطلاق النار، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً. وأكد بريفو أن الدبلوماسي البلجيكي لم يُصب بأي أذى، لكنه شدد على أن ما حدث يمثل تهديدًا غير مقبول لأمن الوفود الدبلوماسية.

موقف إيطاليا وتحركات دبلوماسية

استدعاء السفير الإسرائيلي من قبل إيطاليا يُعد خطوة احتجاجية رسمية تهدف إلى توجيه رسالة حازمة بعدم القبول بأي تهديد لسلامة البعثات الدبلوماسية. وقد أكد مصدر دبلوماسي إيطالي أن الحكومة ستنتظر ردًا رسميًا من تل أبيب قبل اتخاذ خطوات إضافية، دون استبعاد إمكانية التصعيد على المستوى الأوروبي إذا لم يتم تقديم تفسير واضح ومُرضٍ.

 

ردود فعل دولية متزايدة

الحادثة لقيت تنديدًا واسعًا من منظمات دولية وجهات حقوقية، إذ وصفتها بعض المنصات بأنها انتهاك مباشر لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي تضمن الحصانة والحماية الكاملة لممثلي الدول الأجنبية خلال مهامهم. وتطالب الأصوات الحقوقية بإجراء تحقيق مستقل، وتقديم نتائج شفافة للرأي العام الدولي.

الخطوات المتوقعة القادمة

  • فتح تحقيق مستقل: تطالب دول أوروبية بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة.
  • ضمانات مستقبلية: مطالبة إسرائيل بضمان عدم التعرض للوفود الرسمية في الأراضي المحتلة.
  • محاسبة المسؤولين: تأكيد على أهمية مساءلة كل من يثبت تورطه في هذه الحادثة.

وتُعد هذه الحادثة واحدة من أخطر التوترات الدبلوماسية في الفترة الأخيرة بين إسرائيل وعدة دول أوروبية، في ظل تصاعد التوترات الأمنية في الضفة الغربية، ما يعكس حجم التعقيد السياسي والإنساني الذي يشهده الإقليم.