مصر تسعى لتكون بوابة للشركات البلغارية نحو أفريقيا والشرق الأوسط

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وبناء شراكات استراتيجية جديدة، استقبل وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي نظيره البلغاري جورج جورجييف، يوم الخميس 22 مايو 2025، لمناقشة سبل توسيع آفاق التعاون بين البلدين، خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار.

خطط طموحة للاحتفال بمرور قرن على العلاقات الدبلوماسية

أوضح الوزير المصري أن عام 2026 سيحمل رمزية خاصة لكلا البلدين، إذ سيصادف مرور 100 عام على بدء العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وصوفيا. وللاحتفال بهذه المناسبة، أعلنت مصر عن نيتها تنظيم فعاليات ثقافية واقتصادية تهدف إلى تعزيز التبادل الثنائي، بجانب تنظيم دورتين للجنتين التعاون الاقتصادي والعليا المشتركة، في القاهرة وصوفيا على التوالي.

طفرة في التبادل التجاري وتحركات لتحفيز الاستثمارات

أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير تميم خلاف، إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر وبلغاريا شهد ارتفاعًا غير مسبوق خلال عام 2024، حيث بلغ 1.8 مليار دولار بزيادة 50% عن العام السابق. هذا النمو يجعل من مصر الشريك التجاري الأكبر لبلغاريا في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا.

وفي هذا السياق، أكد الوزير عبد العاطي على أهمية تعزيز وجود الشركات البلغارية في السوق المصري، مقترحًا أن تتحول مصر إلى مركز إقليمي لانطلاق الاستثمارات البلغارية نحو أسواق أفريقيا والشرق الأوسط.

منتدى الأعمال المصري البلغاري يدفع التعاون التجاري

شهد يوم 22 مايو تنظيم منتدى الأعمال المصري البلغاري، بمشاركة واسعة من رجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين. وخلال اللقاء، تم التركيز على ضرورة تنفيذ مخرجات المنتدى بصورة عملية تضمن تحقيق مصالح اقتصادية مستدامة للطرفين.

آفاق جديدة في السياحة والعمالة البراغماتية

تناول الوزيران فرص التعاون في مجالات السياحة والعمالة، حيث دعت مصر إلى تعزيز السياحة البلغارية الوافدة، مشيرة إلى جاذبية الوجهات المصرية للمواطنين البلغار. كما تم بحث سبل تنظيم دخول العمالة المصرية المؤهلة إلى السوق البلغاري، خاصة في القطاعات التي تعاني من نقص العمالة.

دعم متبادل على الساحة الدولية

عبر الوزير المصري عن تقدير القاهرة للدعم البلغاري الرسمي لترشيح مصر لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، كما دعا إلى استمرار دعم بلغاريا لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، لا سيما في ما يتعلق بتسريع الموافقة على شريحة جديدة من القروض الميسرة بقيمة 4 مليارات يورو.

توافق حول الملفات الإقليمية الساخنة

تطرق الاجتماع إلى مناقشة تطورات القضايا الإقليمية، بما في ذلك الأزمة في غزة، الأوضاع في ليبيا وسوريا، وأمن البحر الأحمر. واتفق الجانبان على أهمية دعم الحلول السياسية والدبلوماسية لحلحلة الأزمات الحالية، بما يضمن استقرار المنطقة.

خاتمة: شراكة استراتيجية قيد التوسع

تمثل زيارة وزير الخارجية البلغاري إلى القاهرة خطوة مهمة نحو ترسيخ الشراكة بين البلدين، وإعادة صياغة دور مصر كمركز إقليمي لوجستي واستثماري يخدم أوروبا وأفريقيا على حد سواء. ومع استمرار الحوارات المتبادلة والفعاليات المشتركة، تفتح هذه الشراكة آفاقًا واعدة للقطاعين العام والخاص.