أعلنت الهيئة السعودية للمهندسين عن خطوة مفصلية في مسيرة تطوير المهنة داخل المملكة، تمثلت في تعديل اللائحة التنفيذية لنظام مزاولة المهن الهندسية، عبر اعتماد تصنيف مهني جديد يتضمن أربع درجات رئيسية للممارسين. تأتي هذه المبادرة في إطار جهود المملكة الحثيثة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، عبر الارتقاء بالكفاءات المحلية، ورفع جودة المخرجات، وضمان ممارسات هندسية أكثر احترافية وتنظيمًا.
نقلة نوعية في بيئة العمل الهندسي
أشارت الهيئة في بيانها إلى أن هذا التعديل يمثل نقلة نوعية تهدف إلى تعزيز بيئة العمل الهندسي في السعودية، وذلك من خلال تنظيم ممارسة المهنة بشكل واضح يضمن الحوكمة والشفافية، ويرسخ مبادئ النزاهة المهنية. كما يشكل التحديث الجديد إطارًا فعالًا لمراقبة الأداء، والتعامل مع المخالفات، لحماية مصالح المجتمع، وضمان سلامة المخرجات الهندسية.
التصنيفات المهنية الجديدة للمهندسين
مهندس: الدرجة الأساسية تُمنح لحاملي درجة البكالوريوس في الهندسة، وتخولهم ممارسة النشاط الهندسي.
مهندس مشارك: تُمنح لمن اكتسبوا خبرة عملية مناسبة بعد التخرج، وتعتبر خطوة انتقالية نحو درجات أعلى.
مهندس محترف: تُخصص لأصحاب الخبرات المتقدمة والقدرة على إدارة المشاريع والتصاميم الهندسية بشكل مستقل.
مهندس مستشار: تُمنح لمن لديهم سنوات طويلة من الخبرة والقدرة على تقديم الاستشارات والدراسات المعمقة، مع سجل إنجازات مشهود له.
الهيئة السعودية للمهندسين تعتمد تصنيفًا جديدًا يفتح آفاقًا واسعة للمهنة
تخصصات هندسية يشملها القرار
شمل التعديل أيضًا توضيح المجالات الهندسية التي يُسمح بمزاولتها ضمن الإطار المهني الجديد، حيث تشمل:
الدراسات والتصميم: إعداد التصاميم، والمخططات، والتقارير الفنية.
الإشراف: متابعة تنفيذ المشروعات، ومراجعة المواصفات واستلام الأعمال.
التنفيذ: تطبيق التصاميم في أرض الواقع بما يطابق المعايير المحددة.
التشغيل: إدارة المنشآت والمرافق الهندسية.
الصيانة: الحفاظ على كفاءة وسلامة المنشآت من خلال الفحوصات الدورية.
رؤية مستقبلية مدعومة بالتنظيم
أوضح بيان الهيئة أن اعتماد هذه الدرجات يهدف إلى تمكين المهندسين من بناء مسارات مهنية واضحة، وتحقيق التدرج الوظيفي ضمن بيئة عمل تكرّس معايير الجودة العالمية. كما يعزز القرار من قيمة المهندس السعودي في سوق العمل المحلي والعالمي، ويمنحه القدرة على المنافسة بفعالية، بفضل التأطير المهني الذي يواكب التحولات التقنية والمستقبلية.
التزام بالمعايير الأخلاقية والسلوكية
لم يقتصر التعديل على الجوانب الإدارية والمهنية، بل شمل التأكيد على الالتزام بالقيم الأخلاقية والسلوكية، ما يعزز من ثقة المجتمع في المهنيين الهندسيين، ويحد من التجاوزات التي قد تؤثر على سلامة المشروعات أو جودة التنفيذ.
ختامًا.. فرصة غير مسبوقة للنمو المهني
مع دخول هذه التعديلات حيز التنفيذ، فإن المهندسين في المملكة أمام فرصة تاريخية لإعادة تشكيل مساراتهم المهنية، وبناء مستقبل أكثر إشراقًا يعتمد على الكفاءة، والاحترافية، والالتزام. ويشكل هذا التحديث محطة مفصلية في تاريخ المهنة، ويؤسس لمجتمع هندسي قادر على مواكبة التحديات وتحقيق تطلعات التنمية المستدامة.
