افتتاح المقر الرئيسي الجديد لهيئة الإسعاف المصرية .. خطوة نوعية نحو تطوير خدمات الطوارئ

في إطار جهود الدولة لتحديث البنية التحتية الصحية وتعزيز قدرات منظومة الطوارئ، افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المقر الرئيسي الجديد لهيئة الإسعاف المصرية بمدينة حدائق أكتوبر، وذلك خلال احتفالية بمناسبة مرور 123 عامًا على تأسيس خدمات الإسعاف في مصر، بحضور وزيرة الصحة وعدد من المسؤولين التنفيذيين.

منشأة حديثة بتقنيات متطورة لخدمة ملايين المواطنين

جاء افتتاح هذا الصرح الجديد ليعكس نقلة نوعية في قدرات الدولة على الاستجابة السريعة للطوارئ الصحية، حيث تم تزويد المقر بأحدث تجهيزات الاتصالات ونظم إدارة البلاغات والطوارئ. وقدم الدكتور عمرو رشيد، رئيس هيئة الإسعاف، عرضًا تفصيليًا عن مكونات المقر الجديدة التي تم تصميمها لتواكب المعايير العالمية، مما يعزز كفاءة الأداء الميداني ويقلل من زمن الاستجابة للبلاغات.

مركز بلاغات متكامل: 187 مقعدًا لخدمة الجمهور 24/7

ضمن أبرز ملامح التطوير، تفقد رئيس الوزراء مركز استقبال البلاغات الجديد، الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى الجمهورية. وأوضح الدكتور شريف مدحت، مدير التخطيط الاستراتيجي، أن المركز يتضمن 187 مقعدًا لاستقبال الاتصالات من المواطنين على مدار الساعة، عبر الخط الساخن 123، ويتيح التوسع حسب الحاجة المستقبلية.

يعتمد المركز على نظام “الكاد” CAD العالمي لتوزيع البلاغات بناءً على الموقع الجغرافي ودرجة توفر سيارات الإسعاف، مما يسمح بتوزيع سريع ودقيق للموارد. كما تم دمج نظام “موبايل كاد” لربط المركبات الميدانية بغرف العمليات، عبر أجهزة لوحية تتيح التوجيه الفوري للطواقم الطبية.

إطلاق تطبيق “اسعفني”: خطوة رقمية نحو خدمات الإسعاف غير الطارئة

تزامنًا مع هذا التحديث المؤسسي، أطلقت الهيئة تطبيق الهاتف المحمول “اسعفني”، الذي يُعد حلًا رقميًا مخصصًا للمواطنين لطلب خدمات الإسعاف غير الطارئة. يتيح التطبيق للمستخدمين حجز الخدمة، معرفة تكلفة النقل، تتبع موقع سيارة الإسعاف، وتقديم الملاحظات أو الشكاوى.

افتتاح المقر الرئيسي الجديد لهيئة الإسعاف المصرية خطوة نوعية نحو تطوير خدمات الطوارئ(1)
افتتاح المقر الرئيسي الجديد لهيئة الإسعاف المصرية خطوة نوعية نحو تطوير خدمات الطوارئ(1)

 

ويهدف التطبيق إلى تعزيز التفاعل بين الهيئة والمواطن، بما يُسهم في تقديم خدمة أكثر كفاءة وتنظيمًا، مع ضمان متابعة دقيقة لحالة الطلب وجودة الخدمة المقدمة، ويُعد هذا التوجه استجابة واقعية لتحولات التحول الرقمي في القطاع الصحي.

دعم حكومي لرفع كفاءة الطوارئ في مصر

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، خلال جولته، أن هذا المشروع يُعد جزءًا من خطة أوسع للدولة لرفع كفاءة منظومة الإسعاف، وتوسيع خدمات الرعاية العاجلة في المناطق الجديدة والمجتمعات العمرانية المتنامية. وتُعد هذه الخطوة امتدادًا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة تعزيز منظومة الطوارئ والاستعداد الكامل لأي سيناريوهات مستقبلية.

خدمة صحية مهنية ترتقي إلى المعايير الدولية

الهيئة الجديدة تعتمد على بنية تحتية متكاملة تربط المقر الجديد بالفروع في المحافظات كافة، ما يسمح بالتحكم المركزي في حركة سيارات الإسعاف، وتحقيق الاستجابة الفورية مع مراقبة جودة الأداء لحظة بلحظة. ومن المتوقع أن تُحدث هذه النقلة فارقًا ملموسًا في تقليل زمن الوصول إلى الحالات الطارئة، وبالتالي رفع فرص إنقاذ الأرواح.

تدل هذه التطورات على التزام الحكومة المصرية بتحديث خدمات الطوارئ لتكون أكثر احترافية، متكاملة، ومرتكزة على التكنولوجيا الحديثة، في ظل النمو السكاني والتوسع العمراني الذي تشهده البلاد.

خلاصة: تعزيز الأمان الصحي لكل مواطن

المقر الجديد لهيئة الإسعاف المصرية ليس مجرد منشأة إدارية، بل هو مركز قيادة حيوي يعمل على مدار الساعة لضمان وصول خدمات الإسعاف إلى كل نقطة في الجمهورية بسرعة ودقة. ويعكس إطلاق التطبيق الجديد والتقنيات المدمجة التوجه العام للدولة نحو خدمات صحية رقمية أكثر كفاءة، متاحة للجميع، وتستجيب لتطلعات المواطنين في تحسين جودة الحياة.