الملك سلمان يوجه باستضافة 1300 حاج من 100 دولة .. مبادرة إنسانية تعكس ريادة المملكة
في بادرة إنسانية تُجسد عمق الدور السعودي في خدمة الإسلام والمسلمين، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود توجيهًا كريمًا باستضافة 1300 حاج وحاجة من أكثر من 100 دولة حول العالم، لأداء مناسك الحج لعام 1446هـ، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
ما هو برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج؟
يعد هذا البرنامج من أبرز المبادرات الحكومية السعودية التي تعكس التزام المملكة بتيسير شعائر الحج على المسلمين من جميع الجنسيات، خصوصًا القادمين من دول ذات أوضاع صعبة أو ظروف استثنائية. منذ انطلاقه عام 1417هـ، نجح البرنامج في استضافة أكثر من 65 ألف حاج يمثلون أكثر من 140 دولة، ما يعزز دوره كجسر للتواصل الحضاري والدعوي بين المسلمين حول العالم.
ما الذي يميز استضافة هذا العام؟
بحسب تصريحات الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والمشرف العام على البرنامج، فإن الوزارة بدأت فورًا في تنفيذ خطة متكاملة لتوفير أفضل الخدمات للحجاج. وتشمل هذه الخطة:
- برامج إيمانية وعلمية مخصصة للحجاج.
- زيارات ميدانية للمعالم الإسلامية والتاريخية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
- لقاءات تفاعلية مع علماء الدين وأئمة الحرمين الشريفين.
- خدمات لوجستية متكاملة من استقبال الحجاج حتى عودتهم إلى بلادهم.
أهداف البرنامج: أكثر من مجرد ضيافة
لا يقتصر البرنامج على تيسير أداء مناسك الحج فحسب، بل يهدف إلى:
- تعزيز روابط الأخوة الإسلامية بين الشعوب.
- دعم قنوات التواصل مع القيادات الدينية والفكرية في العالم الإسلامي.
- ترسيخ صورة المملكة كمركز حضاري وإنساني في العالم الإسلامي.
- المساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 عبر تعزيز العمل الخيري والدبلوماسية الدينية.
لماذا تُعد هذه المبادرة مهمة للعالم الإسلامي؟
في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تمر بها بعض الدول الإسلامية، توفر هذه الاستضافة بارقة أمل للعديد من المسلمين الذين قد لا تتاح لهم فرصة أداء فريضة الحج، ما يعكس روح التكافل التي تُميز المجتمع الإسلامي. كما أنها تُرسخ لمبدأ الوسطية والاعتدال الذي تتبناه المملكة في خطابها الإسلامي الرسمي.
انعكاسات المبادرة على صورة المملكة عالميًا
تسهم هذه الخطوة بشكل مباشر في تعزيز مكانة السعودية كقلب للعالم الإسلامي، وتظهر التزامها بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. كما تدعم هذه المبادرة الجهود السعودية في مجال الدبلوماسية الدينية، حيث تُستخدم كأداة لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف الثقافات الإسلامية.
برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين ليس فقط مبادرة خدمية، بل هو مشروع حضاري يعكس مدى اهتمام القيادة السعودية بخدمة الإسلام والمسلمين، ويُظهر كيف يمكن للبرامج الإنسانية أن تساهم في تعزيز مكانة الدول على المستوى الديني والثقافي والإنساني. إنه نموذج يُحتذى به في تقديم الدعم والرعاية بروح إيمانية خالصة.