مصر تحتفي بيوم إفريقيا .. رسالة وحدة وتعاون من قلب القاهرة
في احتفال رسمي يعكس عمق الروابط التاريخية بين مصر والقارة السمراء، نظمت وزارة الخارجية والهجرة المصرية يوم السبت 24 مايو 2025 فعالية متميزة بمناسبة يوم إفريقيا، بمشاركة عدد من الوزراء والشخصيات الدبلوماسية البارزة والسفراء الأفارقة في القاهرة.
أهمية يوم إفريقيا في السياق المصري
يأتي احتفال مصر بهذا اليوم كجزء من التزامها الاستراتيجي بتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية، ودعم قضايا القارة في المحافل الدولية. وقد أكد وزير الخارجية والهجرة، السفير بدر عبد العاطي، أن إفريقيا تمثل أحد أبرز أولويات السياسة الخارجية المصرية، منوهًا بأن مصر لطالما كانت داعمًا قويًا للتكامل الاقتصادي والسلم الإقليمي.
محاور دعم مصر لإفريقيا
- التنمية والإعمار: أشار الوزير عبد العاطي إلى أن مصر تقود لجنة رؤساء دول وحكومات وكالة تنمية الاتحاد الإفريقي (أودا-نيباد)، كما تتولى دورًا رائدًا في ملف إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات.
- المبادرات الأمنية: تم تسليط الضوء على دور مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات، وجهود الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في دعم الاستقرار، خاصة في الصومال والسودان.
- الاستثمار والبنية التحتية: أشاد الوزير بقدرات الشركات المصرية العاملة في القارة، خاصة في مجالات الكهرباء والبنية التحتية، مؤكدًا على أهمية التوسع في المبادرات القارية الداعمة للتكامل الاقتصادي.
رسائل دبلوماسية وتأييد إفريقي
في لفتة تعبر عن التضامن الإفريقي، أعرب الوزير عبد العاطي عن تطلع مصر لدعم ترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، مشيرًا إلى مؤهلاته الرفيعة. من جهته، ثمّن الدكتور العناني هذا الدعم، مؤكداً التزامه بأن يكون صوتًا للقارة الإفريقية في المنظمات الثقافية والتعليمية العالمية.
صوت القارة في يومها العالمي
كما تحدث كل من السفير علي درويش ممثل الاتحاد الإفريقي، والسفير الكاميروني محمد لبرانج، حول شعار الاتحاد الإفريقي للعام 2025 “العدالة للأفارقة والمنحدرين من أصل إفريقي من خلال التعويضات”، معتبرين أن تحقيق العدالة التاريخية والاقتصادية ضرورة لتأسيس نظام عالمي أكثر إنصافًا.
نحو شراكة اقتصادية فاعلة
من جانبه، شدد أحمد الوكيل، رئيس اتحاد الغرف التجارية، على أهمية تنشيط التجارة البينية وتعزيز الاستثمارات البينية بين الدول الإفريقية، باعتبارها حجر الأساس لتحقيق النمو المستدام في القارة.
الاحتفال بيوم إفريقيا في القاهرة لم يكن مجرد مناسبة رمزية، بل كان بمثابة منصة استراتيجية تعكس التزام مصر التاريخي والمستقبلي تجاه القارة، في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية. ويظل الطريق أمام إفريقيا مليئًا بالتحديات، لكن التنسيق الإقليمي والدعم المتبادل يمكن أن يرسيا دعائم مستقبل أكثر إشراقًا لشعوب القارة.