وزير الخارجية المصري يشارك في اجتماع مجموعة مدريد لدعم فلسطين
توجه وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، إلى العاصمة الإسبانية مدريد صباح الأحد 25 مايو 2025، للمشاركة في الاجتماع الوزاري الموسع الذي دعت إليه مجموعة مدريد، في إطار الجهود الدولية الحثيثة للتعامل مع التطورات الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى رأسها الحرب الدائرة في قطاع غزة.
أهداف الاجتماع: تحريك الحل السياسي وإنقاذ الوضع الإنساني
يركز الاجتماع على تعزيز التحركات الدولية لوقف الحرب على غزة، وفتح ممرات إنسانية عاجلة، والتصدي للوضع الإنساني الكارثي الذي يواجهه أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون تحت الحصار والقصف المستمر منذ شهور. كما يشمل جدول الأعمال مناقشات معمقة حول سبل إحياء عملية السلام، مع الدفع باتجاه الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يتماشى مع مبادئ حل الدولتين كخيار واقعي لإنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي.
أهمية الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية
يأتي هذا التحرك في سياق الدور المصري التاريخي والمستمر في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، حيث تواصل القاهرة جهودها على مختلف المسارات، سواء من خلال رعاية مبادرات التهدئة، أو تقديم المساعدات الإنسانية، أو عبر التحركات الدبلوماسية في المحافل الدولية.
ويُعد حضور وزير الخارجية في هذا الاجتماع تأكيدًا على التزام مصر الكامل بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والمساهمة في بناء توافق دولي يُمهّد لحل دائم وعادل يضمن إنهاء الاحتلال وتحقيق تطلعات الفلسطينيين في الحرية والاستقلال.
تحديات أمام الاعتراف بالدولة الفلسطينية
رغم التقدم النسبي في الاعتراف الدولي بفلسطين، لا تزال عدة دول رئيسية مترددة في اتخاذ مواقف حاسمة. وتسعى مجموعة مدريد، التي تضم دولًا أوروبية وعربية وأممية، إلى كسر هذا الجمود الدبلوماسي عبر مبادرات جديدة ومواقف موحدة تُمارس ضغوطًا متزايدة على الأطراف المعطّلة لمسار السلام.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الاجتماع سيشهد نقاشًا حيويًا حول سبل دعم المؤسسات الفلسطينية، وضمان حماية المدنيين، وتقديم خطط لإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب، خصوصًا في غزة التي دُمّرت بنيتها التحتية بشكل شبه كامل.
نحو خارطة طريق شاملة للسلام
من المنتظر أن تخرج عن الاجتماع توصيات عملية تُرفع إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، تتضمن إجراءات عاجلة على الأرض، وخطة بعيدة المدى تهدف إلى إعادة إطلاق مفاوضات سياسية جادة، تستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وبحسب مراقبين، فإن نجاح هذه المبادرة يعتمد على التزام الأطراف الدولية الكبرى بوقف ازدواجية المعايير، ودعم الحق الفلسطيني بالوسائل القانونية والدبلوماسية، بعيدًا عن منطق القوة والهيمنة.
تحركات مصر الدبلوماسية المتواصلة تؤكد على أنها ركيزة أساسية في الجهود الدولية لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، ويأتي اجتماع مدريد كمحطة مهمة في مسار معقد يتطلب تضافرًا عربيًا ودوليًا غير مسبوق لإنهاء معاناة الفلسطينيين، وتثبيت أسس دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.