في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتطوير البنية التحتية للسلامة المرورية، أعلنت الإدارة العامة للمرور بمدينة جدة عن بدء تطبيق نظام ذكي متطور لرصد المخالفات المرورية، في إطار استراتيجيات التحول الرقمي المنبثقة من رؤية السعودية 2030. ويأتي إطلاق هذا النظام ليرفع من مستوى الأمان على الطرق ويعزز الانضباط في سلوك السائقين، من خلال مراقبة المخالفات بشكل فوري على مدار الساعة، باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وكاميرات المراقبة المتقدمة.
نظام ذكي شامل: القيادة مسؤولية قانونية وليست مجرد مهارة
لم تعد القيادة في المملكة مسألة مهارة فقط، بل أصبحت التزامًا قانونيًا واجتماعيًا واضحًا. ومن أبرز المتطلبات التي يُراقبها النظام الذكي الجديد:
امتلاك رخصة قيادة سارية.
وجود تأمين مركبة معتمد.
إجراء الفحص الفني الدوري للمركبة.
الالتزام بـأنظمة السلامة مثل ربط الحزام ومقاعد الأطفال.
تجنب استخدام الهاتف أثناء القيادة.
أي تجاوز لهذه الشروط يُعد مخالفة تستوجب الغرامة أو حتى توقيف المركبة وسحب الرخصة في بعض الحالات. جدة تطلق نظامًا ذكيًا جديدًا لرصد المخالفات.. مراقبة دقيقة لتغيير سلوك القيادة في 2025
نظام رقابة ذكي متكامل: من “ساهر” إلى الذكاء الاصطناعي
تعتمد جدة اليوم على منظومة متكاملة من الأدوات الرقمية الحديثة، منها:
نظام “ساهر”: لتسجيل مخالفات الإشارات والسرعة.
كاميرات ذكية: تراقب استخدام الجوال، الحزام، وحتى المسارات.
التكامل مع “أبشر”: حيث تصل رسالة إشعار فورية للمخالف على هاتفه.
توثيق دقيق بالصور والفيديو: مما يقلل فرص الطعن دون دليل.
هذا التحول الرقمي لا يهدف فقط للردع، بل لبناء ثقافة مرورية جديدة قائمة على الانضباط والوعي الجماعي.
فوائد النظام الذكي تتجاوز فرض الغرامات
رغم أن البعض يرى في النظام وسيلة لزيادة الغرامات، إلا أن الواقع يشير إلى أهداف أعمق:
خفض نسب الحوادث في التقاطعات والمناطق الحيوية.
إتاحة سداد المخالفات إلكترونيًا عبر “أبشر”.
خيارات سداد مرنة تشمل التقسيط أو التخفيض للسداد المبكر.
نظام النقاط الذي يخصم من السجل ويشجع على الانضباط المتواصل.
حالات يُعفى فيها السائق من الغرامة
النظام الذكي في جدة يتمتع بمرونة قانونية عبر إعفاءات في حالات إنسانية مثل:
سرقة المركبة المثبتة ببلاغ رسمي.
ظروف صحية طارئة موثقة بتقارير طبية.
تقديم اعتراض رسمي خلال 30 يومًا عبر “أبشر”.
لكن يُشترط أن يكون الاعتراض مدعومًا بالأدلة، وتُرفض الأعذار الشفهية أو غير الموثقة.
مخالفات لا تُغتفر.. حتى في النظام الذكي
بعض المخالفات تُصنف على أنها “جسيمة” لا يُقبل فيها أي تبرير، مثل:
التفحيط أو المشاركة فيه.
القيادة تحت تأثير مواد مخدرة أو كحولية.
الهروب من موقع حادث.
قطع الإشارة الحمراء.
تجاوز السرعة المقررة بأكثر من 50 كم/س.
المرور السعودي يواكب بالوعي.. لا بالغرامة فقط
تنفذ الإدارة العامة للمرور حملات توعية شاملة مثل “رمضان بلا حوادث” و”نلتزم لسلامتنا”، بالإضافة إلى:
برامج تعليمية في المدارس والجامعات.
ورش توجيهية لسائقي التوصيل الجدد.
محتوى تثقيفي عبر منصات التواصل الاجتماعي.
الهدف من هذه الجهود هو ترسيخ ثقافة قيادة مسؤولة تنعكس على الجميع في الطريق.
الطريق في جدة أصبح ساحة ذكية للمراقبة والانضباط
مع كل لحظة تقضيها خلف عجلة القيادة، أصبحت الكاميرات الذكية تسجل، والنظام يُحلل، والغرامة قد تُصدر خلال ثوانٍ. القيادة اليوم مسؤولية تتطلب الوعي، لأن لحظة تهاون قد تتحول إلى مخالفة لا تُغتفر.