الكارت الموحد في بورسعيد .. خطوة جديدة نحو دعم أكثر عدالة وشفافية
بدأت وزارة التموين والتجارة الداخلية في تنفيذ أولى مراحل نظام الكارت الموحد لصرف الدعم التمويني، وذلك في محافظة بورسعيد، كمرحلة تجريبية تهدف إلى تعزيز كفاءة توزيع الدعم وتوسيع نطاق الشمول الرقمي. يأتي هذا التوجه في إطار خطة الدولة المصرية للتحول الرقمي وتحديث خدمات الدعم الحكومي، بما يضمن وصول الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين ويقلل من فرص التلاعب أو الإهدار.
ما هو الكارت الموحد؟
الكارت الموحد هو بطاقة ذكية متعددة الاستخدامات تُصدر للمواطنين المستحقين للدعم، لتحل محل البطاقة التموينية التقليدية. يُمكن لحامل الكارت استخدامه للحصول على المقررات التموينية والاستفادة من خدمات حكومية أخرى مستقبلًا، ضمن منظومة إلكترونية مؤمنة.
أهداف الكارت الموحد
- تحسين دقة توزيع الدعم التمويني والحد من الهدر.
- تعزيز الشفافية ومنع التلاعب في بيانات المستحقين.
- تسهيل إجراءات الحصول على السلع والخدمات المدعومة.
- دمج الخدمات الحكومية المختلفة في بطاقة واحدة.
تفاصيل التجربة في محافظة بورسعيد
تم توزيع الكارت الموحد على أكثر من 42 ألف مستفيد حتى الآن، من إجمالي 171 ألف مواطن يحملون بطاقات تموينية داخل محافظة بورسعيد. وتهدف الحكومة إلى استكمال التوزيع لباقي المستحقين خلال الفترة القادمة.
تُعد هذه المرحلة بمثابة اختبار عملي قبل تعميم التجربة على مستوى الجمهورية، حيث يتم خلالها رصد التحديات الفنية والإدارية، ومعالجة أي عقبات قد تعيق التطبيق الفعلي على نطاق أوسع.
تصريحات رسمية تدعم التحول الرقمي
أكد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين، أن إطلاق الكارت الموحد يتماشى مع خطة الدولة للتحول الرقمي وتطبيق الحوكمة على الخدمات التموينية. وأشار إلى أن النظام الجديد يدعم مبدأ الأمان السيبراني ويحمي بيانات المواطنين عبر منصة إلكترونية مؤمنة.
كما شدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماع متابعة المشروع، على أن الحكومة ملتزمة بتطوير منظومة الدعم لتصبح أكثر عدالة وفعالية، مشيرًا إلى أن تحديث قواعد البيانات المستمر يسهم في استبعاد غير المستحقين وضم مستفيدين جدد تنطبق عليهم الشروط.
فوائد الكارت الموحد للمواطنين
يمثل الكارت الموحد نقلة نوعية في طريقة تقديم الدعم للمواطن، ويقدم العديد من المزايا، منها:
- الاستفادة من السلع التموينية بسهولة دون تعقيدات.
- توحيد بيانات المواطن في نظام إلكتروني موحد.
- الحد من استخدام بطاقات مزورة أو متعددة لنفس الشخص.
- توفير الوقت والجهد في التحقق من الاستحقاق.
متى يتم التوسع في تطبيق الكارت الموحد؟
أوضحت وزارة التموين أن تعميم المشروع على باقي المحافظات سيكون مرهونًا بنتائج تطبيقه في بورسعيد. حال نجاح التجربة واستقرار التشغيل، سيتم التوسع تدريجيًا ليشمل كافة أنحاء الجمهورية، في إطار خطة زمنية محددة.
التحديات المتوقعة وآليات مواجهتها
رغم الإيجابيات، تواجه التجربة تحديات مثل التوعية المجتمعية، وضمان تحديث بيانات المستحقين، والتعامل مع مشكلات تقنية محتملة. وقد وضعت الحكومة بالتعاون مع وزارة الاتصالات خطة متكاملة لتقديم الدعم الفني والتدريب للعاملين والمواطنين على استخدام النظام الجديد.
يمثل تطبيق الكارت الموحد في بورسعيد بداية فعلية لإعادة هيكلة منظومة الدعم في مصر. من خلال الاعتماد على أدوات رقمية حديثة، تسعى الحكومة لتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان وصول الدعم لمستحقيه بكفاءة وشفافية. التجربة الحالية تحمل إمكانات كبيرة لإحداث فرق ملموس في حياة المواطنين وتحسين كفاءة إدارة الموارد.