رئيس الوزراء يتابع آخر الترتيبات لافتتاح المتحف المصري الكبير
في إطار الاستعدادات المكثفة لحدث يعتبر من أبرز الفعاليات الثقافية في تاريخ مصر الحديث، ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا موسعًا لمراجعة التفاصيل النهائية الخاصة بافتتاح المتحف المصري الكبير. ويأتي هذا الحدث في توقيت محوري يعكس توجه الدولة لتقديم صورة حضارية متكاملة تعزز من موقع مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية.
تنسيق حكومي كامل لتنظيم احتفال عالمي
شهد الاجتماع حضور قيادات من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، من بينهم رئيس مجلس الإدارة السيد طارق نور، والعضو المنتدب طارق مخلوف، وعضو مجلس الإدارة محمد سعدي. وركزت المناقشات على الجوانب اللوجستية والإعلامية، وكيفية تقديم عرض افتتاحي يليق بعظمة الحضارة المصرية الممتدة لأكثر من سبعة آلاف عام.
لماذا يعتبر المتحف المصري الكبير نقطة تحول في السياحة الثقافية؟
يمثل المتحف المصري الكبير أيقونة جديدة في المشهد الثقافي العالمي، حيث سيضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف عصور التاريخ المصري القديم، أبرزها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة مجتمعة. ووفقًا لتصريحات رسمية، فإن المتحف سيساهم في جذب ما لا يقل عن 5 ملايين سائح سنويًا خلال السنوات الخمس المقبلة.
خطة إعلامية دولية تواكب ضخامة الحدث
أحد محاور الاجتماع الرئيسية كان استعراض الخطة الإعلامية المصاحبة لليلة الافتتاح، والتي ستتضمن تغطية مباشرة عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية، بالإضافة إلى إنتاج محتوى رقمي موجه لمنصات التواصل الاجتماعي العالمية. الهدف هو الترويج لصورة مصر كدولة تمتلك مزيجًا فريدًا من التاريخ العريق والطموحات الحديثة.
فعاليات فنية وحضارية ترصد عبق الماضي وتطلعات المستقبل
من المتوقع أن تتضمن ليلة الافتتاح عروضًا موسيقية وأداءات فنية تجسد روح الحضارة المصرية، إلى جانب استخدام تقنيات عرض حديثة مثل الإسقاط الضوئي ثلاثي الأبعاد على واجهة المتحف. كما سيتم دعوة شخصيات دولية بارزة من مجالات الثقافة والفن والسياسة لحضور الحدث، ما يعزز مكانة مصر كمركز ثقافي عالمي.
رسالة حضارية إلى العالم
أكد رئيس الوزراء خلال الاجتماع أن افتتاح المتحف لا يقتصر على كونه فعالية سياحية، بل يُعد رسالة حضارية للعالم تعكس استقرار مصر واستمرارها في بناء مؤسساتها الثقافية الحديثة. كما شدد على ضرورة تيسير دخول الزوار وتوفير وسائل نقل مريحة وآمنة، بالتعاون مع وزارتي الداخلية والسياحة.
الاستثمار في الثقافة لتعزيز الاقتصاد
بحسب دراسات سابقة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن كل دولار يُستثمر في السياحة الثقافية يحقق عائدًا مضاعفًا على الاقتصاد الوطني، وهو ما يدفع الحكومة لمضاعفة جهودها في تطوير البنية التحتية للقطاع الثقافي. ويتماشى افتتاح المتحف مع رؤية مصر 2030 التي تستهدف رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي.
توصيات ختامية وضمانات للنجاح
اختُتم الاجتماع بالتأكيد على الالتزام بالجدول الزمني لتنفيذ كافة التحضيرات، مع متابعة دورية لمراحل التنفيذ. وتم التوجيه بضرورة تذليل أي عقبات تنظيمية أو لوجستية قد تطرأ لضمان خروج الاحتفال بأفضل صورة ممكنة. كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة عليا للتنسيق بين الجهات المختلفة لضمان تكامل الجهود.
افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد احتفال أثري، بل هو حدث استراتيجي يُعيد رسم صورة مصر الثقافية أمام العالم، ويضعها في صدارة الدول التي تستثمر في حضارتها لصناعة مستقبل اقتصادي وسياحي قوي ومستدام.