مع اقتراب أيام الحج لعام 1446هـ، أعلنت الجهات السعودية المنظمة بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة والهيئات الأمنية عن تفاصيل دقيقة تخص مواقع المشاعر المقدسة والمسافات الفاصلة بينها، وكذلك آلية الوصول إلى منشأة الجمرات ومواعيد رمي الجمرات. تأتي هذه الإجراءات في إطار خطة شاملة تهدف لتسهيل تنقل الحجاج وتوزيعهم بشكل مدروس، بما يضمن أداء المناسك في أجواء آمنة ومنظمة خالية من الازدحام.
المسافات بين المشاعر المقدسة
تعتمد خطة التنقل بين المشاعر في موسم الحج على بنية تحتية متطورة ومسارات منظمة، وفيما يلي أهم المسافات:
من منى إلى عرفات: المسافة تقدر بحوالي 14 كيلومترًا وتستغرق الرحلة ما بين 30 إلى 45 دقيقة بالحافلات، وتُعد من أطول مراحل التنقل في يوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة).
من عرفات إلى مزدلفة: تمتد المسافة لنحو 9 كيلومترات، ويبدأ التنقل بعد مغيب شمس يوم عرفة، وسط إجراءات إنارة مكثفة وتأمين صحي ميداني.
من مزدلفة إلى منى: تبلغ حوالي 7 كيلومترات، وغالبًا ما يقطعها الحجاج سيرًا أو باستخدام قطار المشاعر أو الحافلات المخصصة، تمهيدًا لأداء نسك رمي الجمرات وذبح الهدي.
وقد سخّرت المملكة أكثر من 15 ألف حافلة وآلاف الموظفين والمرشدين لتسهيل تنقل الحجاج، إضافة إلى توفير مسارات مشاة آمنة ومظللة، مزودة بالماء، الإنارة، والفرق الإسعافية. موسم الحج 1446.. تفاصيل المسافات بين المشاعر وتنظيم رمي الجمرات لضمان حج آمن وسلس
منشأة الجمرات: تصميم هندسي متكامل لتنظيم الحشود
تُعد منشأة الجمرات أحد أبرز مشاريع البنية التحتية في المشاعر، صُممت لتستوعب أكثر من 300 ألف حاج في الساعة، وتتكون من خمسة طوابق متصلة بممرات متعددة الاتجاهات. تهدف هذه المنشأة إلى إدارة الحشود بفعالية وتقليل فرص التداخل بين الأفواج.
المداخل: تم تحديد الجهة الشرقية لمخيمات الحجاج العرب، بينما خصصت الجهة الغربية والجنوبية للقادمين من طريق المعيصم.
المخارج: مفصولة عن مسارات الدخول وتُحدد حسب تصاريح الحملات وجنسياتها، وذلك لتجنب التداخل وضمان الانسيابية.
وقد تم تزويد المنشأة بشاشات إرشادية بلغات متعددة ورجال أمن مدربين على التوجيه والتعامل مع الحالات الطارئة، بما يعزز سلامة الجميع.
مواعيد رمي الجمرات لحج 1446هـ
10 ذو الحجة (يوم العيد): يبدأ الحجاج برمي جمرة العقبة الكبرى فقط، من بعد الفجر وحتى مغيب الشمس، مع تمديد استثنائي حتى فجر اليوم التالي في حالات الضرورة.
أيام التشريق (11 و12 و13 ذو الحجة): يتم رمي الجمرات الثلاث (الصغرى، الوسطى، الكبرى) بالترتيب، ويبدأ الرمي بعد الزوال وحتى مغيب الشمس.
ويُشترط الالتزام بالتوقيت المحدد في التصاريح الذكية لكل حاج، حيث تُوزع الأوقات بدقة لضمان انسياب حركة الحجاج وتجنب الازدحام، في إطار نظام تفويج إلكتروني متكامل.
إرشادات هامة للحجاج خلال تنقلاتهم
أوصت وزارة الحج والعمرة جميع الحجاج بالالتزام بمواعيد التفويج وعدم محاولة تجاوز الجداول الزمنية المحددة، كما نبهت إلى ضرورة استخدام المظلات، الإكثار من شرب الماء، وتجنب أوقات الذروة لتفادي ضربات الشمس. كما تم التشديد على الامتناع عن الرمي في غير الأوقات المصرح بها، أو استخدام طوابق غير مخصصة للحملة لتجنب الفوضى أو العقوبات.
جاهزية أمنية وصحية لضمان موسم حج ناجح
تنتشر آلاف من عناصر الأمن والفرق الصحية والإسعافية في المشاعر المقدسة، بدعم من تقنيات المراقبة الذكية ونظام تحكم متكامل بالحشود، للتدخل الفوري عند الحاجة. وتؤكد المملكة أن ما يُبذل من جهود هو جزء من استراتيجية شاملة تجعل سلامة الحجاج في مقدمة الأولويات، حيث يُعد التنظيم الذكي وسيلة لتحقيق شعائر الحج بروحانية تامة وأمان كامل. بهذه الخطط المتكاملة، تواصل السعودية تقديم نموذج رائد في إدارة الحشود والمناسبات الدينية الكبرى، بما يعكس قدرتها التنظيمية، وحرصها الدائم على تسهيل شعائر الركن الخامس من الإسلام.