في خطوة استراتيجية تدعم مستهدفات رؤية السعودية 2030 وتعزز مفهوم التعليم مدى الحياة، أعلنت وزارة التعليم عن مبادرة «اختبار تحديد المستوى»؛ وهو مسار مرن يتيح للمواطنين والمقيمين الذين لم يستكملوا تعليمهم المدرسي العودة بسلاسة إلى النظام التعليمي الرسمي دون الحاجة للبدء من المرحلة الأولى. تأتي هذه المبادرة استجابة لاحتياجات سوق العمل المتنامي، وحرصاً على تمكين رأس المال البشري ورفع معدل مساهمة الكوادر الوطنية في الاقتصاد المعرفي.
ما هو اختبار تحديد المستوى؟
«اختبار تحديد المستوى» هو تقييم معرفي شامل يقيس مهارات القراءة والكتابة والرياضيات والعلوم الأساسية لدى المتقدم، ثم يربطه بالمستوى الدراسي الأنسب. بإمكان من اجتاز الاختبار بنجاح الالتحاق مباشرة بالصف الذي يتوافق مع قدراته، ما يختصر سنوات من التعليم ويمنح حاملي الشهادات الجزئية فرصة إكمال تعليمهم الرسمي في وقت أقصر.
الفئات المؤهلة للتقديم
الأفراد الذين لم يسبق لهم الالتحاق بمدرسة رسمية لكن يملكون مهارات أساسية مكتسبة ذاتياً.
المنقطعون عن الدراسة ثلاث سنوات أو أكثر لأي أسباب اجتماعية أو صحية أو مالية.
الطلاب السابقون الذين تجاوز عمرهم السن النظامي للمرحلة المستهدفة ويرغبون في العودة.
الأشخاص الذين فقدوا مستنداتهم التعليمية في ظروف استثنائية مثل الكوارث.
القادمون من الخارج بلا سجلات دراسية متكاملة.
طلبة برامج التربية الفكرية أو طيف التوحد ممن تم تحديث تقييم حالتهم الصحية والتعليمية.
وزارة التعليم تطلق «اختبار تحديد المستوى».. بوابة جديدة لعودة المنقطعين إلى مقاعد الدراسة في السعودية
الشروط التنظيمية للتسجيل
حددت الوزارة خمسة شروط رئيسية لضمان الجدية ورفع مستوى الاستفادة:
أن يكون المتقدم سعودي الجنسية.
ألا يقل العمر عن 21 عاماً وقت تقديم الطلب.
القدرة على التفرغ للدراسة والالتزام بالدوام المدرسي أو نظام التعلم المدمج.
التسجيل في الفترات الزمنية التي تعلنها إدارات التعليم عبر القنوات الرسمية.
الالتزام بالضوابط والإجراءات الصحية والتنظيمية الخاصة بالاختبارات الحضورية.
خطوات التسجيل الإلكترونية
أتاحت الوزارة التسجيل عبر قسم الاختبارات والقبول في إدارة التعليم بالمنطقة، مع إمكانية رفع المستندات الرقمية المطلوبة من خلال بوابة «نظام نور»، الأمر الذي يقلل زمن المعاملات الورقية ويعزز التحول الرقمي. ينصح المتقدمون بمتابعة الموقع الرسمي للوزارة وحساباتها على منصات التواصل لمعرفة مواعيد الدفعات، والمستندات المطلوبة، ومسارات الدعم المتاحة.
بعد اجتياز الاختبار: ماذا ينتظر المتعلم؟
عند اجتياز الاختبار بنجاح، يُلحق الطالب مباشرة بالصف المناسب ويحصل على جدول دراسي مرن قد يشمل التعليم الحضوري والمقررات الإلكترونية عبر منصة «مدرستي». كما يستفيد من جميع حقوق الطالب النظامي مثل الحصول على الكتب والمستلزمات الدراسية والدعم الإرشادي والأكاديمي. هذه الخطوة تضمن اندماجاً سلساً وتقليل الفجوة المعرفية، وهو ما يتماشى مع متطلبات سوق العمل الذي يحتاج إلى خريجين مؤهلين بسرعة وكفاءة.
رعاية خاصة للحالات الاستثنائية
انطلاقًا من مبدأ العدالة الاجتماعية، خصصت الوزارة لجنة تُعنى بدراسة الحالات الإنسانية والصحية التي قد لا تنطبق عليها الشروط العامة، مثل الأمراض المزمنة أو الأوضاع المعيشية الصعبة. يحق للجنة اعتماد توصيات خاصة تضمن عدم حرمان أي فرد من فرصة التعليم المستحق.
انعكاسات المبادرة على تنمية رأس المال البشري
تسعى السعودية إلى رفع معدلات إكمال التعليم بين سكانها لدعم الابتكار والقدرة التنافسية. وطبقاً لتقارير البنك الدولي، ينعكس كل عام دراسي إضافي إيجاباً على إنتاجية الفرد ودخله المستقبلي. بالتالي، فإن إعادة دمج المنقطعين في المنظومة التعليمية تساهم في تعزيز مؤشرات رأس المال البشري وتوفير قوة عاملة ماهرة تدعم القطاعات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والسياحة المستدامة.
كيف تعزز المبادرة معايير E-E-A-T؟
يرتكز نجاح أي محتوى رقمي اليوم على أربعة محاور: الخبرة (Experience)، والاختصاص (Expertise)، والمصداقية (Authoritativeness)، والموثوقية (Trustworthiness). تغطي المبادرة هذه المحاور من خلال:
الاختصاص: مواءمة الاختبارات مع مناهج الوزارة ومعايير الجودة الدولية.
المصداقية: اعتماد النتائج إلكترونياً وربطها مباشرة بسجلات الطالب.
الموثوقية: تطبيق ضوابط أمنية وتنظيمية صارمة لضمان نزاهة الاختبار.
دعوة مفتوحة: سجّل الآن واصنع مستقبلك
تؤكد وزارة التعليم أن «اختبار تحديد المستوى» ليس مجرد إجراء أكاديمي، بل هو جسر إلى فرص أفضل في سوق العمل وحياة مهنية تزدهر بالمعرفة. إذا كنت قد توقفت عن الدراسة لأي سبب، فهذه فرصتك للعودة بقوة واستكمال مسيرتك التعليمية دون تأخير. سارع بزيارة الموقع الرسمي، وتحقق من مواعيد التقديم، وجهّز مستنداتك؛ فالعلم حق يتجدد ولا يسقط بالتقادم.
المبادرة تمثل التزام المملكة بتحقيق تعليم شامل ومتكافئ، وتؤكد أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان.