أعلنت التوقعات المناخية في المملكة العربية السعودية عن دخول مرحلة جديدة من تقلبات الطقس، ابتداءً من صباح الجمعة المقبل، حيث يبدأ رسميًا موسم التويبع، وهو أحد المواسم الفلكية الحاسمة في فصل الصيف، ويتزامن مع طلوع نجم “الدبران” في السماء، ما يشير إلى ذروة التحول الحراري في مناطق شبه الجزيرة العربية.
موسم التويبع: بداية الصيف الحقيقي في السعودية
يمتد موسم التويبع لقرابة 13 يومًا، ويُعد من أكثر الفترات سخونة خلال العام، إذ تبدأ درجات الحرارة بالصعود بشكل ملحوظ، فيما تتسارع وتيرة الجفاف، ويُطلق عليه شعبيًا اسم “طباخ اللون” بسبب تأثير الشمس القوي على النباتات التي تبدأ بالذبول والتلون إلى الأصفر نتيجة شدة الحرارة ونقص الرطوبة.
تأثيرات مباشرة على الطقس في الرياض والمنطقة الشرقية
بحسب تصريحات عبدالعزيز الحصيني، الباحث في الطقس والمناخ، فإن المناطق الأكثر تأثرًا بموسم التويبع هذا العام تشمل الرياض والمنطقة الشرقية، حيث من المتوقع أن تشهد ارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة، إضافة إلى احتمالية حدوث موجات حر مفاجئة، قد تتجاوز المعدلات المعتادة بشكل واضح. أما مدينة جدة، فستكون عرضة لأجواء مختلفة بعض الشيء، إذ يُتوقع أن تستمر الرطوبة في الارتفاع، مع بقاء الحرارة مرتفعة، وهو ما يُصعّب الشعور بالانتعاش، ويزيد من ضغط الحرارة على السكان، خاصة في المناطق القريبة من الساحل. انقلاب مناخي يبدأ الجمعة.. موسم التويبع يجلب موجات حر شديدة إلى الرياض والشرقية ويغير ملامح أجواء جدة
تحولات بيئية شاملة تميز هذا الموسم
جفاف الغدران: البرك الموسمية تبدأ بالجفاف نتيجة تبخر الماء تحت أشعة الشمس القوية.
ذبول النباتات البرية: فقدان اللون الأخضر وتحول الخضرة إلى ألوان باهتة بفعل الجفاف.
نضج الثمار: تبدأ بعض المحاصيل في تغيير لونها أو الاقتراب من مرحلة الحصاد.
نصائح معيشية لمواجهة طقس التويبع
تناول البقوليات: تُعد من أفضل الأطعمة في الأجواء الحارة، خفيفة وغنية بالمغذيات.
اللجوء للبرودة: استخدام المكيفات، المشروبات الباردة، والمكوث في الأماكن المظللة خلال النهار.
تجنب المجهود البدني نهارًا: خاصة بين الساعة 11 صباحًا وحتى 4 عصرًا، لتفادي ضربات الشمس.
موجات حر متوقعة: تأهب ومتابعة للأرصاد
تشير النماذج المناخية إلى أن موسم التويبع هذا العام قد يكون أكثر حرارة من المواسم السابقة، خاصة مع تدفق تيارات هوائية ساخنة من المناطق الصحراوية، ما قد يؤدي إلى موجات حر شديدة تستدعي الحذر، وخصوصًا لكبار السن، الأطفال، ومرضى القلب.
نهاية التويبع: بداية التحول نحو فصول جديدة
مع اقتراب نهاية موسم التويبع، تبدأ الشمس بالتحرك تدريجيًا نحو الجنوب، ما يؤدي إلى زيادة تدريجية في عدد ساعات الليل، وتقلص فترة النهار، وهو ما يمهد لمرحلة فلكية ومناخية جديدة، تختلف في خصائصها عن موسم التويبع.
التويبع في الذاكرة البيئية للجزيرة العربية
منذ القدم، ارتبط موسم التويبع بوعي شعبي عميق لدى سكان الجزيرة العربية. فهو ليس مجرد ظاهرة فلكية، بل موسم ذو دلالات كبيرة للمزارعين والرعاة والبدو، الذين كانوا يقرأون تقلبات الأرض والسماء ويعدّون لها العدة. إن الاستعداد للتويبع ضرورة عملية، تؤكدها ملاحظات المناخ، وتجارب الأجيال المتعاقبة التي فهمت تقلبات الطبيعة، فاحترمتها وتأقلمت معها. ومن هنا، فإن مواجهة هذا الموسم تتطلب وعيًا بيئيًا ومعيشيًا يعزز من قدرة الأفراد والمجتمع على التعامل مع الظروف المناخية القاسية.