في خطوة حاسمة لتعزيز السلامة على الطرق، أعلنت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية عن بدء تطبيق غرامات مالية مشددة اعتبارًا من اليوم، بحق السائقين الذين يقومون بتغيير الحارات المرورية بشكل مفاجئ أو غير نظامي، خصوصًا في الطرق السريعة والمزدحمة.
الغرامة تبدأ من 300 ريال.. وتصل حتى 500 ريال
وفقًا للبيان الصادر عن المرور، فإن السائقين الذين لا يستخدمون الإشارات المناسبة عند تغيير الحارات أو يتجاهلون التأكد من خلو الطريق، يُعتبرون مخالفين للنظام، وتُسجل ضدهم غرامات تبدأ من 300 ريال، وقد تصل إلى 500 ريال بحسب خطورة المخالفة وتأثيرها على حركة السير أو تسببها في الحوادث. ويتم رصد هذه المخالفات باستخدام كاميرات ذكية منتشرة في مختلف الطرق ضمن منظومة “ساهر” المطورة، حيث تقوم بتسجيل الانتهاكات بشكل تلقائي ودقيق.
هدف القرار: تقليل الحوادث وتحسين انسيابية الحركة
أوضح المتحدث باسم المرور أن هذا القرار يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات الإصلاحية الهادفة للحد من الحوادث الناتجة عن السلوكيات الخطرة، خاصة تلك المرتبطة بتغيير الحارات بشكل مفاجئ دون إشارات مسبقة، والتي تُعد من أبرز أسباب التصادم الخلفي والجانبي. وتشير تقارير رسمية إلى أن نسبة كبيرة من الحوادث المرورية في المملكة تعود إلى عدم الالتزام بقواعد تغيير الحارات، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى وقوع حوادث مؤسفة بعضها يكون قاتلًا. المرور السعودي يُعلن.. تغيير الحارة بطريقة مفاجئة يُعرضك لغرامة مالية كبيرة
الأنظمة التقنية في خدمة السلامة المرورية
من الجدير بالذكر أن وزارة الداخلية، بالتعاون مع المرور، قامت بتوسيع شبكة المراقبة الإلكترونية من خلال نظام ساهر، الذي يعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد السلوكيات غير النظامية على الطرق. وتقوم هذه الكاميرات برصد المخالفات بشكل لحظي، وإرسال إشعارات للمخالفين عبر منصة أبشر، ما يعزز من سرعة الإجراءات ويزيد من وعي السائقين بضرورة الالتزام بقواعد السير.
نصائح للقيادة الآمنة وتجنب الغرامات
استخدام إشارات الانعطاف قبل تغيير الحارة بثلاث ثوانٍ على الأقل.
التأكد من خلو الحارة الجديدة من السيارات قبل التحرك.
عدم تغيير الحارات بشكل مفاجئ أو دون مبرر.
الانتباه للتعليمات المرورية ولوحات الإرشاد على الطريق.
وأكدت الإدارة العامة للمرور أن هذه الإرشادات البسيطة قد تساهم بشكل كبير في تقليل الحوادث، وضمان تجربة قيادة أكثر أمانًا للجميع.
تفاعل مجتمعي واسع مع القرار
على مواقع التواصل الاجتماعي، حظي القرار بردود فعل متباينة؛ حيث أشاد كثير من المواطنين والمقيمين بهذه الخطوة التي من شأنها ضبط سلوكيات القيادة، فيما دعا آخرون إلى تكثيف حملات التوعية الميدانية، خاصة لفئات السائقين الجدد والمقيمين غير المتمرسين على الطرق السعودية. وفي هذا السياق، أكد مختصون في مجال السلامة المرورية أن فرض الغرامات لا يكفي وحده لتحقيق الأمان على الطرق، بل يجب أن يُرافقه برامج تعليمية وإعلامية تُرسخ ثقافة القيادة المسؤولة. في الختام، يُعد هذا الإجراء خطوة إيجابية نحو تقليل الحوادث وضمان انسيابية أفضل لحركة المرور، لكنه يحتاج إلى دعم مجتمعي واسع، وتكامل بين الجهود الرقابية والتوعوية لضمان بيئة مرورية أكثر أمانًا في المملكة.
