تشغيل تجريبي جديد في قطار الرياض.. تغييرات مهمة في المواعيد والمسارات تبدأ من يونيو 2025

في خطوة استراتيجية تمثل نقلة نوعية في منظومة النقل العام بالعاصمة السعودية، أعلنت هيئة النقل العام عن انطلاق التشغيل التجريبي للمسار البرتقالي ضمن شبكة قطار الرياض، وذلك اعتبارًا من الخامس من يونيو 2025. هذه المبادرة لا تقتصر على التجربة التقنية فحسب، بل تُعد جزءًا من جهود المملكة لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، التي تسعى لتحويل الرياض إلى مدينة ذكية، مستدامة، وحديثة في بنيتها التحتية وخدماتها.

تشغيل تجريبي واقعي حتى منتصف يونيو

يستمر الاختبار الميداني للمسار البرتقالي حتى الرابع عشر من يونيو، وتتم الرحلات خلال ساعات محددة تبدأ من العاشرة صباحًا وتستمر حتى منتصف الليل. وتهدف الهيئة من خلال هذا التشغيل التجريبي إلى جمع بيانات واقعية حول حركة الركاب، ومراقبة الأداء التشغيلي للنظام، والتأكد من الجاهزية التامة قبل التوسع الكامل في التشغيل.

تشغيل موسّع يبدأ في 15 يونيو

ابتداءً من 15 يونيو 2025، ستشهد الخدمة تمديدًا في ساعات التشغيل لتبدأ من الساعة السادسة صباحًا وحتى منتصف الليل، وهو ما يُعد خطوة تمهيدية للانتقال إلى نمط تشغيل يومي متكامل. هذا التوسع يهدف إلى تقديم خدمة نقل موثوقة ودائمة تلبي احتياجات الموظفين، الطلاب، والمقيمين على مدار اليوم، وتوفر بديلًا فعّالًا عن الاعتماد الكامل على السيارات الخاصة.
تشغيل تجريبي جديد في قطار الرياض.. تغييرات مهمة في المواعيد والمسارات تبدأ من يونيو 2025
تشغيل تجريبي جديد في قطار الرياض.. تغييرات مهمة في المواعيد والمسارات تبدأ من يونيو 2025

أهمية المسار البرتقالي ضمن شبكة القطار

يحتل المسار البرتقاني موقعًا محوريًا ضمن شبكة قطار الرياض، لارتباطه بعدة محطات رئيسية مثل محطة قصر الحكم (المتصلة بالمسار الأزرق)، ومحطة النسيم (المتصلة بالمسار البنفسجي). وتُتيح هذه المحطات التكامل بين مختلف المسارات، ما يُسهم في تعزيز سهولة التنقل وتقليل أوقات الانتظار، ويجعل من القطار خيارًا مثاليًا لمختلف شرائح المجتمع.

أهداف النقل العام في العاصمة.. أكثر من مجرد تنقل

لا يُمثل قطار الرياض مجرد وسيلة نقل حضرية، بل يعكس تحولًا في مفهوم التنقل الحضري بالمملكة. فهو جزء من رؤية استراتيجية تهدف إلى تقليل الازدحام المروري، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتحسين جودة الحياة. ومع الزيادة السكانية والنمو العمراني السريع، بات اعتماد المواطنين على حلول النقل العام الحديثة ضرورة وليس خيارًا.

فوائد ملموسة على مستوى الأفراد والمجتمع

  • تقليل الاختناقات المرورية في المحاور الرئيسية داخل العاصمة.
  • توفير وسيلة نقل آمنة واقتصادية للطلاب والموظفين.
  • ربط الأحياء السكنية بالمناطق التجارية والأسواق الكبرى.
  • دعم خطط التنمية الحضرية المستدامة وتقليل البصمة البيئية.
  • توفير خيارات نقل أكثر تنوعًا وانسيابية.

النقل الذكي خطوة نحو المستقبل

تأتي هذه التحديثات ضمن مشروع أوسع يهدف إلى تعزيز النقل الذكي في المملكة، وتوظيف التقنيات الحديثة في تحليل البيانات التشغيلية، بما يُمكّن من تحسين الأداء وتقديم تجربة سفر متقدمة للمواطنين والمقيمين. كما تسهم هذه المشاريع في جذب المزيد من الاستثمارات إلى قطاع البنية التحتية، وتُبرز قدرة السعودية على تنفيذ مشاريع حضرية طموحة بجودة عالمية. وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، بات من المؤكد أن قطار الرياض لن يكون مجرد وسيلة للنقل، بل مكوّنًا أساسيًا في التحول الحضري والاقتصادي للعاصمة، مما يُجسد التزام الحكومة بتوفير خدمات متطورة وآمنة للمواطنين.