كشفت أمانة محافظة جدة الستار عن أحد أضخم مشاريع البنية التحتية في تاريخ المدينة، بإعلانها الرسمي عن افتتاح الطريق الدائري الثاني الذي طال انتظاره. يمثل هذا الطريق نقلة نوعية حقيقية في مجال تنظيم الحركة المرورية داخل جدة، وذلك بفضل تصميمه العصري الذي يربط شمال المدينة بجنوبها عبر شبكة محاور رئيسية من أبرزها: طريق الملك عبدالعزيز، طريق المدينة، وطريق الحرمين. يأتي المشروع العملاق ليواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تركز على تطوير البنية التحتية وتعزيز جودة الحياة، خاصة في المدن الكبرى التي تواجه تحديات مرورية متزايدة بسبب التوسع العمراني والنمو السكاني المتسارع.
مكونات الطريق الدائري الثاني: بنية تحتية بمعايير عالمية
يمتد الطريق على طول 113 كيلومترًا بأربعة مسارات في كل اتجاه.
يضم 5 تقاطعات رئيسية تسهل الربط بين الأحياء والمحاور الحيوية.
يتضمن 11 جسرًا و50 عبارة لتصريف مياه الأمطار بكفاءة عالية.
تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع حوالي 660 مليون ريال سعودي.
وقد تم افتتاح المشروع رسميًا بحضور معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر، الذي أكد أن المشروع يمثل إضافة استراتيجية ستنعكس إيجابًا على سكان وزوار جدة. افتتاح الطريق الدائري الثاني في جدة.. خطوة عملاقة لإنهاء الزحام المروري وتعزيز جودة الحياة
كيف يساهم الطريق الدائري الثاني في تخفيف الزحام بجدة؟
يحمل الطريق الدائري الثاني أهدافًا طموحة تتجاوز كونه مجرد مشروع طرق؛ فهو يهدف إلى تقليل الضغط على الشوارع الداخلية، خاصة خلال ساعات الذروة. كما يوفر مسارات مخصصة للشاحنات ومركبات النقل الثقيل، مما يخفف التكدس داخل الأحياء السكنية ويقلل من الحوادث المرورية. من المتوقع أن يُسهم المشروع في دعم التنمية الاقتصادية عبر تسهيل الوصول إلى المناطق الصناعية والتجارية، إضافة إلى رفع جودة الحياة عبر تقليل وقت التنقل وتسهيل حركة السكان والزوار.
تكامل شبكة الطرق في جدة: الطريق الدائري الثاني حلقة جديدة في سلسلة التطوير
لا يُعد هذا المشروع حديث العهد فحسب، بل يأتي استكمالًا لمنظومة الطرق الدائرية التي تتبناها جدة منذ سنوات، مثل الطريق الدائري الأول الذي ساعد في ربط الأحياء المركزية مثل السلامة، الروضة، الرحاب، النزهة، والأمير فواز. وتسعى الأمانة بالتنسيق مع الجهات المختصة إلى تطوير طرق جدة لتكون أكثر كفاءة وأمانًا، بما يتناسب مع مكانة المدينة كبوابة الحرمين الشريفين وواجهة سياحية بحرية للمملكة.
أزمة شارع الأمير ماجد وحلول مستدامة لتخفيف الزحام
من جهة أخرى، يظل شارع الأمير ماجد من أبرز نقاط الاختناق في جدة. وتكمن المشكلة في قدم البنية التحتية وغياب طرق بديلة فعّالة. وقد أشار خبراء التخطيط إلى ضرورة تبني حلول مبتكرة ومستدامة، أبرزها:
تنفيذ تقاطع وتعديلات مرورية عند دوار الجمل.
استكمال امتداد طريق الأمير مشعل وربطه مع طريق المدينة.
توسعة طريق الملك فيصل بين تقاطع طريق الأمير مشعل وطريق الأمير عبدالمجيد.
مشاريع مستقبلية تعزز شبكة النقل في جدة
تطوير جسر الملك سعود لتسهيل الربط بين المحاور الرئيسية.
تنفيذ مشروع جسر أبحر الاستراتيجي الذي سيُعد من أطول الجسور بالمملكة.
إنشاء جسر عند تقاطع طريق الأمير نايف مع طريق الرحيلي لتحسين تدفق الحركة.
مع اكتمال هذه المشاريع الحيوية، يتوقع أن تشهد جدة نقلة نوعية في شبكة الطرق، ما ينعكس بشكل مباشر على تخفيف الزحام ورفع كفاءة النقل داخل المدينة وخارجها. يبقى الطريق الدائري الثاني في جدة مثالًا حيًا على جهود المملكة في تبني مشاريع تخدم المجتمع، وتدعم الأهداف الاستراتيجية لرؤية 2030 التي تسعى إلى مدن ذكية وأكثر انسيابية واستدامة.